مقال

أبغض الحلال عند الله” جزء 9″

أبغض الحلال عند الله” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع أبغض الحلال عند الله، وقيل بأن رجل متزوج، لكن أهله يرغبون أن يطلق زوجته لعدم التفاهم معها، بينه وبين إخوته في المنزل، ولم تأتي بشيء يوجب طلاقها، علما بأن المحبة، والتفاهم سائد بين الرجل، وامرأته، فإذا تزوج الرجل امرأة لم تناسب أهله، ولم يحصل تواطؤ بينها، وبين أهله، فهذا محل تفصيل، إن كان ذلك لسوء تصرفاتها، وسوء عملها، وأنها تتهم بالشر، فينبغي له فراقها، والنساء سواها كثير، أما إذا كان لأمر آخر، فينبغي له أن يعالج الأوضاع بالهدوء، والكلام الطيب، والعبارات الحسنة، والأساليب الطيبة، ولا يعجل في الأمور، بل ينبغي أن يعالجها بالعلاج الحسن، ولاسيما إذا كان الخلاف بينه، وبين إخوته فأمره أسهل، أما إن كان بين الأبوين فهو أشد، فينبغي له أن يجتهد في علاج الموضوع مع أبويه لأن حقهما عظيم ولأن برهما واجب.

 

فينبغي أن يعالج الأوضاع بأن يقول لها أن تتأدب معهما، وأن تحسن الصلة بهما، وأن تكف عما يسيئ إليهما إذا كانت صالحة في نفسها حتى تهدأ الأمور، وحتى يرضيا عنها، وتزول أسباب المطالبة بفراقها، أما إذا كان هذا لانحرافها، وسوء عقيدتها، أو سوء خلقها باتهامها بالفواحش، والانحراف عن الدين فينبغي أن يطيع إخوته، ووالديه في ذلك، وأن يبعدها ،وسوف يغنيه الله خيرا منها، كما قال الله سبحانه وتعالي في سورة الطلاق ” ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” ويقول عز وجل أيضا ” ومن يتقي الله يجعل له من أمره يسرا” وإن الزوجة رقيقة كالزجاج، عذبة كالماء، حلوة كالعسل، طيبة كالطيب، حانية كالشجرة الظليلة، ومع ذلك تحتاج إلى استمرار ماء الحب منك أيها الزوج لتستمر حياتها، ويبقى رونقها، ويزداد عطاؤها، ويتجدد نشاطها.

 

والنبي صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أروعَ الأمثلة في حبه وتعامله مع زوجاته، فيعرف مشاعرها وأحاسيسها، ويعرف متى تكون راضية أو غضبى، كما كان مع السيدة عائشة رضي الله عنها، ويقول لها “أنا لكي كأبي زرع في الحب والوفاء” ويخاطبها يا عائش، يا حُميراء، وكان يضع فاه على موضع فمها، وكان يتكئ في حجرها، وكان يفرح ويسعد للعبها، ويسابقها، ويلعب معها، وكان يُهدي ويتودد لأحبتها كما فعل مع صديقات السيدة خديجة رضي الله عنها، ويقول “إني قد رُزقت حبها” بل كان يشتكي لبعض زوجاته ويستشيرها كما حصل مع السيدة أم سلمة رضي الله عنها في صُلح الحديبية، وكان يصطحبها في السفر، كما حصل مع السيدة صفية فذات مرة أبطأت في المسير، فاستقبلها وهي تبكي، فجعل يمسح عينيها ويسكتها، وهكذا في تعامله مع زوجاته صلى الله عليه وسلم.

 

فكان ينظر إلى أحسن طباعها، ولا ينشر خصوصيتها، ولا ضرب بيده امرأة، وكان يضع اللقمة في فمها، ويحرص على احتياجاتها، ويثق بها ولا يخونها، ونهى أن يطرق الرجل أهله ليلا، وكان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة، من الليل والنهار، وهن إحدى عشرة، وقد أعطي قوة ثلاثين، وكان يساعد في أعباء المنزل، وكما ينصح علماء علم النفس للسيدة المطلقة بممارسة الرياضة والمشى نصف ساعة يوميا لإفراز هرمون الدوبامين وهو هرمون السعادة مما يقلل من الشعور بقبضة القلب والالم الداخلى كما أن الاستماع للموسيقى والقيام بالاعمال المنزلية وكتابة الخواطر واليوميات والتواصل مع الآخرين كلها امور ذات أهمية كبيرة لتخطى هذه المرحلة الصعبة، وإن من أكثر الأمور النفسية التى تساعد المرأة المطلقة فى التخلص من آلامها.

 

هو الخروج عن الذات والتطوع لخدمة الآخرين ومساعدتهم فالمشاركة فى الأعمال الإنسانية تعمل على تحسين الصحة النفسية فاذا كانت لديها القدرة مثلا على تطييب خاطر من يمر بمحنة أو مساعدة فقير فان ذلك يفيدها كثيرا، وإن المرأة عقب طلاقها مباشرة يكون لديها حنين للارتباط بأخر أو الاشتياق إلى علاقة عاطفية وقد تتحرك المشاعر تجاه شخص ما بسهولة وهو احتياج نفسى عاطفى وهنا يكون الاختيار غير حكيم ومتعجل وعليها أن تتروى فهذه الفترة تتطلب فقط الانفتاح فى التعامل مع الآخرين لكن ليس من الحكمة الدخول فى علاقة عاطفية لأن القرار هنا يكون مدفوعا بالتجربة السابقة مما يجعل احتمالات فشلها أكبر، وخصوصا إذا كان في هذه العلاقه خلوة غير شرعية وعلاقة آثمة وهو عمل محرم شرعا لا يرضي الله ولا رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى