مقال

الشرك بالله والقلوب الفارغة ” جزء 1″

الشرك بالله والقلوب الفارغة ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

إنه ينبغي للمؤمن أن يهتم بالإخلاص لله في أعماله، وأن يحذر الرياء فإنه أخفى من دبيب النمل، وليستعين بالله على تطهير قلبه منه، وليرق نفسه بهذه الرقية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها إن أخذت بصدق نفعت صاحبها بإذن الله تعالى فقد جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال “يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل” فقال له من شاء الله أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال “قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه” فواجب علينا جميعا أن نخلص العمل، ونحذر الرياء وكل ما يخل أو ينقص أجر العمل، وإن عقيدتنا نحن المسلمين هي أننا نوحد الله عز وجل ونعلنها صريحة في كل زمان ومكان.

 

ونقول جميعا لا إله إلا الله، فهي كلمة التوحيد والإخلاص، وكفى بالموت واعظا وزاجرا عن المعاصي والشهوات لمن تذكره وتدبر فيه، فإنه ما ذكر في كثير إلا قلله، ولا في واسع إلا ضيقه، كما أن أهوال البعث كافية لتنبيه الغافل ودعوته إلى الله، فهذه حقائق يمر بها كل مخلوق حتى الأنبياء، فيا سعادة من تذكر فأصلح عمله، ويا خسارة من عاش في سكرة الغفلة حتى داهمه ملك الموت، وإن هناك للعبد ليلتان اثنتان يجب على كل مسلم أن يجعلها في مخيلته، وهي ليلة وهو في بيته مع أطفاله وأهله، منعما سعيدا، في عيش رغيد في صحة وعافية، يضاحك فيها أطفاله ويضاحكونه، والليلة التي تليها مباشرة وهي ليلة أتاه الموت فوضع في القبر، أي ليلتين؟ وهي ليلة ثانية وضع في القبر لأول مرة، وإن من أهم المهمات في حياة كل مسلم هو أن يهتم بإصلاح قلبه، والعناية بنفسه.

 

حتى يقدم على ربه عز وجل، بقلب سليم وعمل صالح رشيد، وخصوصا ونحن نعيش زمانا قد كثرت فيه الفتن، وتعددت فيه الشبهات والشهوات، لأن القلب هو محرك الجوارح وموجهها، وهو أكثر الجوارح تأثرا، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “تعرض الفتن على القلب كعرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب إلى قلبين، قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض” رواه مسلم، ولقد خلقنا الله عز وجل للعباده واوجدنا من العدم لنعبده حق عبادته فقال تعالي “وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون” ولكن عبادته بالاخلاص فلا نشرك بعبادته احدا.

 

وبين ايدينا حديث عن الرياء وعن الشرك بالله وانظر كيف تكون العاقيه لهؤلاء فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها , قال فما عملت فيها ؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت, قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار, ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال فما عملت فيها ؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن, قال كذبت ولكنك تعلمت العلم وعلمته وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال فما عملت فيها ؟

 

قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك, قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ” رواه مسلم ومعنى الحديث هنا انه أول من يقضي عليه يوم القيامة وهم ثلاثة أصناف من الناس وهم متعلم ومقاتل ومتصدق، فالمتعلم تعلم العلم وعلم القرآن وعلم ثم إن الله سبحانه وتعالى أتي به إليه سبحانه وتعالى يوم القيامة فعرفه الله نعمته فعرفها وأقر واعترف فسأله ماذا صنعت يعني في شكر هذه النعمة، فقال تعلمت العلم وقرأت القرآن فيك فقال الله له كذبت، ولكن تعلمت ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال قارئ ليس لله بل لأجل الرياء، ثم أمر به فسحب على وجهه في النار، وهذا دليل على أنه يجب على طالب العلم في طلب العلم أن يخلص نيته لله عز وجل وألا يبالي أقال الناس أنه عالم أو شيخ أو أستاذ أو مجتهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى