مقال

عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 4″

عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الرابع مع عصمة الدنيا والدين شجرة الدر، وهربت الجنود التي باغتها الهجوم الغير متوقع وذهبوا غلي مدينة المنصورة، وهنا يظهر الامير ركن الدين بيبرس والذي عرض على الملكة شجر الدر، وهي الآن الحاكمه الفعليه لمصر فى هذه اللحظه، خطة عملها للدخول بها علي الفرسان الصليبيين المندفعين على المنصوره فى مصيدة، فوافقت الملكة شجر الدر على هذه الخطه، فجمع بيبرس وفارس الدين أقطاي الذي تولي القائد العام للجيوش المصريه، الجنود المنسحبين من جديله ونظم صفوفهم داخل المنصوره وطلب منهم ومن السكان التزام السكون التام حتي يظن الصليبيين المهاجمين ان المدينه خاويه مثلما حدث فى دمياط، وبالفعل تم ذلك ووقع الفرسان الصليبيين في هذه المصيدة وهذا الفخ المدبر.

 

واندفعوا داخل المنصوره وأسرعوا إلي القصر السلطاني من أجل أن يحتلوه، فطلع عليهم المماليك البحريه والمماليك الجمداريه فجاءه وهما في صراخ وقوه وهجود كالأسود، وهاجموهم من كل ناحيه بالسيوف والسهام وقتلوا فيهم وهنا قام سكان المنصوره والمتطوعين، ويرتدون ملابس للقتال ويضعوا الأواني علي رؤوسهم حتي تقيهم ضربات السيوف، ودافعوا عن أرضهم دفاع مستميت، وهنا قامت المماليك بمحاصرة القوات الصليبيه المهاجمه وسدوا الشوارع والحواري وظل الصليبيين غير قادرين علي الهروب ولم يجدوا أمامهم إلا القتل على الارض او يرموا نفسهم فى مياة النيل ويغرقوا فيه، وقد تواري القائد ” روبرت دارتوا ” وهو اخو لويس داخل بيت في المنصورة، ولكن الأهالي وجدوه أثناء البحث عنه وقتلوه علي الفور.

 

وانتهت المعركه بهزيمة الصليبيين هزيمة منكره فى حواري المنصوره ومات منهم عدد كبير حتي قيل إن من فرسان المعبد لم ينجوا سوي إلا فرد أو فردين، وقيل أنه كان اول ظهور للمماليك البحريه داخل مصر كمقاتلين يدافعوا عنها، وقيل أنه فى شهر فبراير من عام ألف ومائتين وخمسين من الميلاد و صل توران شاه مصر وسرت بذلك شجر الدر وكان ذلك بعد الدور التاريخي الكبير الذي لعبته وقد استطاعت أن تحمي مصر بحكمه ونباهه متناهيه، وفي هذه اللحظات عند قدوم توران شاه، قد أعلنت وفاة السلطان الصالح أيوب رسميا، وعندما تولي السلطان الجديد توران شاه ذهب إلي المنصوره، وفى اليوم الخامس من شهر ابريل من عام ألف ومائتين وخمسين من الميلاد، هرب الصليبيين على فارسكور وتم هزيمتهم هناك أيضا هزيمه ساحقه.

 

وتم أسر الملك لويس وتم ربطه بالسلاسل مع امراءه ونبلاءه، وكان بعد أخبار إغتيال إبن الملك الصالح توران شاه وتنصيب شجرة الدر سلطانه على مصر وصلت أخبار إلي الشام، من القاهره وطلبت من الامراء الأيوبيين فى سوريا إنهم يعترفوا بسلطة شجرة الدر على الشام وطاعتها لكنهم رفضوا واتمرد نائب السلطنه فى سوريا على الامر السلطاني الصادر من القاهره، وهنا ذهب الامراء الايوبيين مسلمين دمشق للملك الأيوبي الناصر يوسف ملك حلب فرد عليهم المماليك المصريه بالقبض على أمرائهم المواليين ليهم فى القاهره، وكما أن الخليفه العباسى المستعصم بالله الموجود في بغداد، لم يعترف بسلطة شجرة الدر وقد أرسل إلي مصر جواب يقول فيه إن لم يوجد رجال بالقاهره لتجكم مصر سوف يرسل إليهم رجال من بغداد.

 

مع أن شجرة الدر قد قهرت الصليبيين وحمت مصر، وهو لم يستطيع أن يحمي بغداد من المغول وقد دمرتها المغول بعد ذلك بقليل وتم القبض عليه وهو ورجاله، وقيل قد تندر الخليفة العباسى بالمصريين إذ ولوا عليهم امرأة، وأبدى استعداده لإيفاد رجال من بغداد، إذا كانت الرجال قد عزت فى الديار المصرية، ويشاء القدر أن يرد سخرية هذا الخليفة الى نحره، بعد مضى سنوات قلائل، لما انقض على دولته ملك المغول هولاكو، يدمر ملكه وحاضرة ملكه، فلا يجد رجالا يدفعون عنها الكارثة، وإذا مصر تجد فى رجالها، وفى المماليك التي وليت عليهم السيدة ام خليل، جيشا قديرا على صد المغول وضربهم فى عين جالوت، فهذا هو الخليفه العباسي الذي قيل عنه المؤرخ ابن أيبك الدواداري إنه ” كان فيه هوج، وطيش، وظلم، مع بله، وضعف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى