مقال

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 1”

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ومع خلافة الدولة الأموية وقد إقتربنا من النهايه لهذه الدولة التى حكمت العالم فتره طويله من الزمن، وكانت هذه الفترة هى بعد فترة حكم الخلفاء الراشدين التي انتهت باستشهاد الإمام علي بن أبى طالب، رضي الله عنه فقد تولى خلافة المسلمين الصحابي معاوية بن أبى سفيان بن حرب رضي الله عنه، وكان ذلك بعد تنازل الحسن بن علي بن أبى طالب، عن الخلافة وحقنا لدماء المسلمين، وقد أخذت الدولة الأموية في عهد معاوية طابعا مختلفا عن سلفها حيث أصبح الحكم ملكيا وراثيا، وقد كان معاوية من بني أمية بن عبد شمس، الذين كانت لهم مكانة في قريش وكانوا في تنافس مع بني هاشم، وقد حرص معاوية عند توليه الخلافة أن يجعلها في ذريته لذلك سميت تلك الدولة.

 

التي امتدت زهاء ثلاثة وتسعون سنة بالدولة الأموية وكان ذلك نسبة إلى بني أمية، وقد تتابع على حكم بني أمية أربعة عشر خليفة وكان الخليفة الأول هو معاوية بن أبي سفيان الذي أسس دعائم تلك الدولة منذ عام واحد وأربعين هجرية واستمر حكمه حتى عام واحد وستين هجري، وقد نهج الخليفة معاوية نهجا في الحكم يعتمد على تنظيم شؤون الدولة من خلال إنشاء دواوين متخصصة ومنها ديوان الخاتم، وكذلك حرص على استمرار الفتوحات الإسلامية وحصلت في عهده أول حملة على القسطنطينية، ثم أتي من بعده ابنه يزيد الذي حكم ما يقارب من ثلاث سنوات وحصلت في عهده فتنة استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه، ثم أتى من بعده ابنه معاوية بن يزيد ثم مروان بن الحكم ثم عبد الملك بن مروان.

 

ثم الوليد بن عبد الملك ثم سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك، وبعد وفاة هشام بن عبد الملك بدأ الخلاف يدب في أركان الدولة الأموية حيث تولى الوليد بن يزيد مقاليد الحكم وثار عليه أحد أقاربه ويدعى يزيد بن الوليد فقتله ثم عين يزيد بن الوليد أخاه إبراهيم بن الوليد عند وفاته ليستقر الأمر أخيرا إلى مروان بن محمد الذي يلقب بالحمار الذي حكم منذ سنة مائة وسبعة وعشرين هجرية واستمر حكمه ما يقارب خمس سنين في ظل أوضاع مضطربة وثورات عنيفة أطاحت بالدولة الأموية سنة مائه واثنين وثلاثين هجرية الموافق سبعمائه وخمسين ميلادي في معركة الزّاب الشهيرة لتبدأ بعدها مرحلة حكم العباسيين.

 

وأبو عبد الملك مروان الثاني بن محمد، وهو المعروف أيضا بمروان الحمار أو مروان الجعدي نسبة إلى مؤدبه جعد بن درهم، وهو آخر خلفاء بني أمية في دمشق، وقد تولى الخلافة بعد حفيد عمة عبد الملك، وكان هو الخليفه إبراهيم بن الوليد، الذي تخلى عن الخلافة له، وكان مروان لا يفتر عن محاربة الخوارج، والخوارج هو اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على الإسلام كانو يسمون أنفسهم بأهل الأيمان، وظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي عثمان بن عفان، واشتهرت بالخروج على الإمام علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة سبعة وثلاثين من الهجره، وذلك لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليهم، وقد عرف الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في الدين وبالتكفير والتطرف.

 

وأهم عقائدهم، هى تكفير أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، وكفروا الصحابة الكرام عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة، وكذلك يقولون ويحرضون بالخروج على الحكام الظالمين والفاسقين، وهم فرق شتى، ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والشراة والبغاة والمُحكمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب ولم يرجعوا معه إلى الكوفة واعتزلوا صفوفه ونزلوا بحروراء في البداية، وسموا شراة لأنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة، وسموا مارقة، وذلك للحديث النبوي الشريف الذي أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إلا أنهم لا يرضون بهذا اللقب، وسموا المحكمة لإنكارهم الحَكمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى