مقال

القائد الأموي العباس بن الوليد ” جزء 1″

القائد الأموي العباس بن الوليد ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ومع خلفاء الدولة الأموية، ومع رجل من رجال هذه الدولة، ألا وهو العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، وبه كان يلقب والده الوليد بن عبد الملك وكانوا يكنون الوليد بأبي العباس، وإن العباس بن الوليد هومن أكبر أبنائة ولكنه كان من جارية ليست حرة، وكان عادة خلفاء بني امية أنهم لايولون الخلافة لأبن جارية، والعباس كان في مقدمة جيش مسلمة بن عبد الملك في معركة العقر التي ثار فيها يزيد بن المهلب على يزيد بن عبد الملك، وكان العباس بن الوليد بن عبد الملك، من فرسان ورجال بني أمية وكان يشبه عمه مسلمة بن عبد الملك بالشجاعة والصبر في الحرب وقيادة الجيوش، حيث أن العباس غزا بلاد الروم في عهد أبيه الوليد بن عبد الملك، وعهد من اتى بعده من الخلفاء الأمويين، وقد فتح معاقل وحصون كثيرة في بلاد الروم.

 

وقد شارك العباس بن الوليد، في حصار القسطنطينية مع عمه مسلمة بن عبد الملك في خلافة سليمان بن عبد الملك، وعندما ثار أخيه يزيد بن الوليد على ابن عمه الخليفة الوليد بن يزيد، فقد أعترض عليهم العباس بن الوليد وفضل اجتناب الحرب بين بنو امية، وأما عن مسلمة بن عبد الملك، فهو أبو سعيد مسلمه بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي القرشي، وهو أمير أموي، وقائد عسكري، ووالي، وسياسي ورجل دولة، وقد برز بخوضه الكثير من المعارك والغزوات والحملات العسكرية على كل من الإمبراطورية الرومية البيزنطية وإمبراطورية الخزر والخوارج والجراجمة، وكانت معظم حروبه وأغلبها على الدولة الرومية البيزنطية، وفى خلال فترات متفرقة من حياته تولى العديد من المناطق والمدن، مثل مكة، وحلب، والعراق، وخراسان.

 

وكما تولى إمارة أرمينية وأذربيجان وهى منطقة جنوب القوقاز، وكانت ثلاث مرات بأوقات مختلفة، وأما عن يزيد بن المهلب، فهو يزيد بن المهلب بن سراق بن صحيح بن كندة بن عمرو بن وائل بن الحارث، وهو يكنى بأبي خالد، وهو أمير، وقائد وهو أحد الشجعان الأجواد، وقد ولي خراسان بعد وفاة أبيه المهلب بن أبي صفرة، فمكث نحوا من ست سنين ثم عزله عبد الملك بن مروان برأي الحجاج بن يوسف، وكان أمير العراقين في ذلك العهد وكان الحجاج بن يوسف الثقفى، يخشى بأسه فلما تم عزله قام الحجاج بحبسه، وقد ظل في الحبس مدة ثم استطاع الهرب إلى الشام ليحتمي بجوار سليمان بن عبد الملك فولاه سليمان بن عبد الملك، بعد موت الحجاج العراق ثم خراسان، فعاد إليها وافتتح جرجان وطبرستان، ثم نقل إلى إمارة البصرة، فأقام فيها إلى أن استخلف عمر بن عبد العزيز.

 

وأما عن يزيد بن عبد الملك الأموي القرشي، ويلقب يزيد الثاني وهو قد ولي الخلافة بدمشق بعد الخليفه الأموى الراشد عمر بن عبد العزيز، وهو ابن تسعة وعشرين سنة في قول هشام بن محمد بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك، وأما عن سليمان بن عبد الملك فهو الخليفة الأموي السابع، وكانت مدة خلافته سنتين وثمانية أشهر، وقد كان واليا على فلسطين في عهد والده الخليفة عبد الملك بن مروان، ثم في عهد أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقد تعلم على يد التابعي رجاء بن حيوة، وأجار سليمان عنده يزيد بن المهلب أحد المعارضين الرئيسيين للحجاج بن يوسف، حيث كان سليمان يستاء من الحجاج، وقد أسس سليمان مدينة الرملة وفيها قصره والمسجد الأبيض، وقد حلت محل اللد، وتطورت الرملة وأصبحت مركزا اقتصاديا وموطنا للعديد من العلماء المسلمين.

 

واستمرت كعاصمة إدارية لولاية فلسطين حتى القرن الحادي عشر، وأما عن جد العباس بن الوليد لوالده كان هو الخليفة عبد الملك بن مروان الذي يعد من أعظم الخلفاء، ويعد مؤسس الدولة الأموية الثاني، وجده هو الخليفة مروان بن الحكم، وهو أخ غير شقيق لكل من، الخليفة الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، وهو عم لثلاثة من الخلفاء هم، الوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد، وابن عم لخليفتين هما، عمر بن عبد العزيز، ومروان بن محمد، أما عن والد العباس بن الوليد، فكان أبوه هو الوليد الأول بن عبد الملك الأول الأموي القرشي، وهو يكنى أبو العباس وقد ولد بالمدينة المنورة وهو أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الدمشقي الذي أنشأ جامع بني أمية.

 

وقد بويع بعهد من أبيه، وقيل أنه كان مترفا، دميما، سائل الأنف، طويلا أسمر، بوجهه أثر جدري، في عنفقته شيب، يتبختر في مشيه، نهمته في البناء، وقيل أنه قام بتجديد وإنشاء مسجد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وزخرفه، وقد رزق في دولته سعادة، ففتح بوابة الأندلس، وبلاد الترك، وقد حرص على النحو أشهرا، فما نفع، وغزا الروم مرات في دولة أبيه، وحج بيت الله الحرام وقيل أنه كان يختم في كل ثلاث، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة، وكان يقول لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحدا يفعل ذلك، وقد قال ابن أبي عبلة، رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد، افتتح الهند والأندلس، وكان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على القراء، وقيل أنه كان فيه عسف وجبروت، وقيام بأمر الخلافة، وقد فرض للفقهاء والأيتام والزمنى والضعفاء، وضبط الأمور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى