مقال

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 13”

الخليفة الأموي مروان بن محمد “جزء 13”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث عشر مع الخليفة الأموي مروان بن محمد، وقتل نائبها الأموي عثمان بن سفيان، ثم جاز قحطبة بن شبيب الفرات ومعه الجنود، والفرات هو أحد الأنهار الكبيرة في جنوب غرب آسيا وهو أكبر نهر في الصفيحة العربية، وينبع النهر من جبال طوروس في تركيا ويتكون من نهرين في آسيا الصغرى هما مراد صو أي ماء المراد شرقا، ومنبعه بين بحيرة وان وجبل أرارات في أرمينيا، وقره صو أي الماء الأسود غربا ومنبعه في شمال شرقي الأناضول، والنهران يجريان في اتجاه الغرب ثم يجتمعان فتجري مياههما جنوبا مخترقة سلسلة جبال طوروس الجنوبية، ثم يجري النهر إلى الجنوب الشرقي وتنضم إليه فروع عديدة قبل مروره في الأراضي السورية ليجري في الاراضي العراقية ويلتقي بنهر دجلة في منطقة كرمة علي.

 

ليكون شط العرب الذي يصب في الخليج العربي، ونكمل ومع يزيد ويزيد بن عمر بن هبيرة رجل بنو امية القوي مخيم على فم الفرات مما يلي الفلوجة، والفلوجة هى مدينة في العراق تقع ضمن محافظة الأنبار، وتقع المدينة على بعد ستين كيلو مترا شمال غرب العاصمة بغداد، ويسكن فيها عشائر وأفراد من قبائل عربية تدين بالإسلام، ومعنى الفلوجة في اللغة هي الأرض الصالحة للزراعة حيث تتفلج تربتها حين يمسها ماء السماء عن خيرات الأرض، وأما عن يزيد فقد أمده مروان بجنود كثيرة، وانضاف إليه كل من انهزم من جيش عامر بن ضبارة، ثم إن قحطبة أتجه إلى الكوفة ليأخذها، فاتبعه ابن هبيرة، ثم اقتتلوا قتالا شديدا وكثر القتل في الفريقين، ثم ولى أهل الشام منهزمين واتبعهم أهل خراسان، وفقد قحطبة من الناس فأخبرهم رجل أنه قتل.

 

وأوصى أن يكون أمير الناس من بعده ولده الحسن، ولم يكن الحسن حاضرا، فبايعوا أبنه حميد بن قحطبة، وحميد بن قحطبة بن شبيب الطائي، كان من القادة العسكريين العباسيين، وقد ولي إمارة الجزيرة ثم إمارة مصر سنة مائه وثلاثه وأربعين من الهجره، ووجه لغزو أرمينية سنة مائه وثمانى وأربعين من الهجره، ولغزو كابل سنة مائه واثنين وخمسين من الهجره، ثم جعل أميرا على خراسان فأقام فيها إلى أن مات، وحميد كان ابنا لقحطبة بن شبيب الطائي، الذي قاد مع أبو مسلم الخراساني الثورة العباسية التي أطاحت بالخلافة الأموية، ومع أخيه الحسن، نشط حميد في الدعوة العباسية في خراسان في الأعوام السابقة للثورة، عاملا كنقيب، وكان بعد الثورة، لازم حميد والي الشام، عبد الله بن علي، بل وانضم إليه حين تمرد على الخليفة المنصور.

 

إلا أنه سرعان ما ندم على قراره، وفر من معسكر عبد الله قبل هزيمته النهائية، وبالرغم من ذلك، فقد عهد إليه المنصور بمنصب الولاية، أولا في الجزيرة حيث واجه تمردا عاتيا من الخوارج، وكان الذي قتل قحطبة في المعركة هو معن بن زائدة، ويحيى بن حضين، ومعن بن زائدة، كان من أمراء متولي العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة، فلما تملك آل العباس جَدَّ المنصور في طلبه، وجعل لمن يحمله إليه مالا، فاضطر لشدة الطلب إلى أن تعرّض للشمس حتى لوحت وجهه، وخففت عارضه، ولبس جبة صوف، وركب جملا، وخرج متوجها إلى البادية ليقيم بها، فاختفى معن مدة، والطلب عليه حثيث، فلما كان يوم خروج الراوندية والخراسانية على المنصور، وحمي القتال، وحار المنصور في أمره، ظهر معن، وقاتل الراوندية.

 

فكان النصر على يده، وهو مقنع في الحديد، فقال المنصور ويحك، من تكون؟ فكشف لثامه، وقال أنا طلبتك معن، فسر به، وقدمه وعظمه، ثم ولاه اليمن وغيرها، وكان لمعن بن زائدة، أخبار في السخاء، وفي البأس والشجاعة، وله نظم جيد، وكان معن هذا خاله هو الزنديق الدجال ابن ابي العوجاء الذي قتله الخليفة المهدي لزندقته وتحريفه للدين، حيث هو يقول بدسه الاحاديث المفتراة وتحليله الحرام وتحريمه الحلال ويقول صومتكم وفطرتكم كيف اشاء، وعندما جاء الحسن بن قحطبة سار نحو الكوفة، وقد خرج بها محمد بن خالد بن عبد الله القسري، ودعا إلى بني العباس وسود، وأخرج عاملها الأموي زياد بن صالح الحارثي، وتحول محمد بن خالد إلى قصر الإمارة ثم سار لقتال القائد الأموي حوثرة بن سهيل الباهلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى