مقال

الدكرورى يكتب عن نبي الله موسي عليه السلام “جزء 4”

الدكرورى يكتب عن نبي الله موسي عليه السلام “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع نبي الله موسي عليه السلام، فعاد نبي الله موسى عليه السلام، إلى المكان الذي فقد فيه الحوت فوجد العبد الصالح، الذي أعطاه الله علما ورحمة، فسلم عليه نبى الله موسى عليه السلام، وعرّف عن نفسه، فعرفه الخضر وقال له بأنه موسى بني إسرائيل، وأن الله سبحانه وتعالى، وآتاه علما لا ينبغي تعليمه وهو التوراة، وأن الله آتى الخضر علما لا ينبغي لموسى أن يعلمه، ثم نظر إلى البحر وإذ بطائر أخذ القليل من الماء بمنقاره، فقال الخضر لنبي الله موسي عليه السلام وما علمي ولا علمك بالنسبة لعلم الله إلا كما أخذ هذا الطائر من البحر، فبادره موسى عليه السلام، بطلب العلم عنده، فقال له الخضر بإنه لن يستطيع أن يصبر، وقال ذلك لأنه يعلم أن موسى عليه السلام، لا يسكت عن الإنكار على مخالفة الشرع لأنه معصوم، ولكن نبي الله موسى تعهد له.

 

بألا يعصي له أمرا، وألا يسأله عن شيء يفعله حتى يُفسره له، فوافق الخضر على ذلك، وبدأت الرحلة، وعندما أرادوا أن يعبروا البحر ركبوا في السفينة، فجعل الخضر فيها ثقبا ووضع فيه وتدا، فغضب موسى وقال للخضر بأنه سيكون أول الهالكين لأنه أراد هلاك الناس في السفينة، فذكره فتاه يوشع بالعهد الذي قطعه فتذكر ثم قال له الخضر ألم أقل لك إنك لن تصبر على رفقتي، فاعتذر منه وقال لا تلمني بما قلت، وما أن وصلوا إلى الساحل حتى وجدوا مجموعة من الفتيان يلعبون فأخذ الخضر أحدهم فقتله، فغضب موسى عليه السلام، وقال له أقتلت نفس بريئة من دون ذنب، إن هذا لأمر فظيع، فذكره الخضر بالعهد وقال له ألم أقل لك أنك لن تصبر على ما أفعل، فاعتذر منه موسى عليه السلام، وطلب منه فرصة أخيرة وقال له إن سألتك عن شيء بعدها فلا ترافقني.

 

ثم تابعوا رحلتهم حتى دخلوا على قرية مس أهلها الجوع والتعب فطلبوا من أهلها بعض الطعام فلم يطعموهم شيئا، ثم وجدوا جدارا لأحد البيوت قارب على الانهيار، فأقامه الخضر فتعجب موسى عليه السلام، من ذلك، وقال له لو أنك أخذت منهم أجر عملك لكان خيرا لك، فقال له الخضر سنفترق وسأخبرك بتفسير الأعمال التي لم تصبر عليها، حيث إن السفينة كانت لأناس مساكين يعملون في البحر وكان هناك ملك ظالم يأخذ أفضل السفن ويترك السفن التي فيها عيب أو نقص فلما رأى الثقب الذي صنعته تركها لهم، وأما قتل الغلام لأنه كافر وسيُتعب والديه بكفره وعناده وكبره وضرر موته على والديه أقل مفسدة مما سيفعله بهما لو كان حيا وسيبدلهما الله بولد مؤمن يُدخل السرور على قلبيهما، وأما الجدار فكان ليتيمين وكان تحته كنز لهما ولو سقط الجدار.

 

لأخذ بخلاء القرية كنز اليتامى فأراد الله عز وجل أن يأخذا المال بعد بلوغهم وقدرتهم في الدفاع عن أنفسهم، وقيل أن بني إسرائيل قد إتهموا نبى الله موسى عليه السلام، لما رأوا شدة حيائه وتستره عنهم “إنه ما يمنعه من ذلك إلا أنه آدر” أي كبير الخصيتين، واشتهر ذلك عندهم، فأراد الله أن يبرئه منهم، فاغتسل يوما، ووضع ثوبه على حجر، ففر الحجر بثوبه، فأهوى نبي الله موسى عليه السلام في طلبه، فمر به على مجالس بني إسرائيل، فرأوه أحسن خلق الله، فزال عنه ما رموه به، وقد بعث الله عز وجل، نبيه موسى عليه السلام، إلى فرعون وقومه يدعوهم إلى دين الحق، إذ أن فرعون علا واستكبر وادعى بأنه رب العباد، وأيده بمعجزات عظيمة حتى يصدقه بنو إسرائيل ويؤمنوا به، وكان من أهم معجزات موسى عليه السلام، هى العصا واليد البيضاء.

 

وصور من العذاب، والرجز والعذاب الشديد، وفلق البحر، ومعجزات كثيره، وكما أنه لم يذكر القرآن الكريم اسم أم نبي الله موسى عليه السلام صراحة، ولم يرد كذلك في السنة النبوية المطهرة، وقد اختلف العلماء في تحديد اسمها، فقيل إنها، محيانة بنت يصهر بن لاوي، وقيل إنها، يوخابذ بنت لاوي بن يعقوب، وقيل إنها، يارخا، وقيل إنها، يارخت، وقيل غير ذلك وقد وُلدت وعاشت في مصر، وكانت كريمة الأصل، وعريقة المنبت، ومؤمنة صالحة، وقد تزوجت عمران بن قاهت بن لاوي بن نبي الله يعقوب عليه السلام، وأما أخت نبي الله موسى عليه السلام فهي مريم بنت عمران، وقد وافق اسمها اسم السيدة مريم أم عيسى عليه السلام وقيل إن اسمها كلثمة، وقيل كلثوم، وقد بيّنت لنا الآيات القرآنيه موقف أخت نبي الله موسى عليه السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى