اخبار عالميه

ثورة الجياع ستدقّ أبوابكم                   إن طال سباتكم…!

هنا نابل/ الجمهورية التونسية

 

ثورة الجياع ستدقّ أبوابكم

إن طال سباتكم…!

 

المتابعة بقلم المعز غني

سؤالنا الأهمّ اليوم، هل لنا من الواقعية والجرأة لنقول حقيقة ما نحن فيه حتى وإن كان الأمر يؤلمنا…؟

وهل سننتظر ليكتمل عقد السنوات العجاف ( 11 سنة على ثورة البرويطة ) وهروب الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حتى نستفيق من غفوتنا ونقول بصوت عال حقيقتنا وحقيقة ما نحن فيه…؟

هل منكم من يرفع صوته ليقول إننا صُدمنا بواقع الحكم فأخفقنا ولم ننجح في إخراج البلاد مما آلت إليه..؟. وفشلنا في تحقيق ولو وعد واحد مما وعدناكم…؟

الواقعية اليوم تقول إن من خرج علينا شاهرا “ثورته” ومتهما من كان يجلس على كراسي الحكم قبله بالفساد و الإستبداد وما شابههما هو من عليه اليوم إصلاح حال البلاد والعباد…

ألم يصرخوا في وجوهنا جميعا بأن المنظومة السابقة هي سبب كل ما حلّ بالبلاد سابقا وقبل بدء حفلة صراخهم ، لكنهم اليوم يقارنون ما فعلوه وما أنجزوه بما أنجزته المنظومة السابقة وفعلته وحققته في أخر سنة كانت تجلس فيها على كراسي الحكم…

فما هذا الذي يقولون وما هذا الذي يلوكون…؟ أليسوا هم من يتحمّل مسؤولية كل ما وقع

ويقع بعد يوم خروجهم على هذا الشعب…؟ أيجب أن تتحمّل المنظومة السابقة أيضا ما وقع وهي خارج الحكم …؟ وكأني بهؤلاء لا يعلمون أن الشعب التونسي دفع كل ما يملك وكل ما لديه …وخسر كل إمكانياته وثرواته ممنيا النفس بما وعدتموه به…

ألم تعدوه بجنات عدن تجري من تحتها أنهار من الخيرات والنعيم، وعدالة وكرامة وتشغيل لكل العاطلين…؟ فماذا وجد يا ترى…؟

لم ير شيئا غير جنات غدر تجري من تحتها قنوات صرف مراحيضكم العفنة…

فالشعب قبلكم لم يكن بهذا الجهل ولا بهذا الفقر…

ولم يكن بهذا الحقد والكراهية…

الواقعية اليوم تلزمنا أن نسأل… ؟؟؟

ألم تستلموا أنتم زمام أمور البلاد وشؤون العباد… فماذا فعلتم…؟ إستلمتم الأمانة فماذا بقي من الأمانة … ؟ لا شيء ، بقي منها غير الألم والوجع والمعاناة… خاصة الفقر

كنتم تصرخون أنكم عنوان الوجع والمعاناة حين كانت المنظومة السابقة تجلس على كرسي الحكم.

واليوم أتدرون أنكم أصبحتم صُنّاع تلك المعاناة وإنكم الوجع الذي جاء بالوجع … وأنكم من غرس الخنجر في جرح الوجع … ووجع الجرح … فهل كانت البلاد فعلا بهذا الحجم من الفساد ومن المعاناة ؟

لا وألف لا …

لا تكذبوا على الشعب ولا تضحكوا على ذقونه…نحن وتونس والشعب وكلاب الشعب… وقطط الشعب لم نكن بهذا الفساد … ولم نكن بهذا الحقد … ولم نكن بهذه العنصرية التي بها تحكمون … لم نكن كما تزعمون حين كانت المنظومة السابقة تحكمنا للأسف الشديد.

لم يكن من المنصف أن تتهموا من حكم قبلكم بالفساد والإستبداد فأنتم اليوم أشد ّإستبدادا مما كنتم تزعمون أن من حكم قبلكم كان عليه… وأنتم اليوم أكثر عنصرية مما كنتم على من حكم قبلكم تروّجون…

أتدرون يا أصحاب الكذب بصوت مرتفع أنكم ، وأقصد من تجلسون على كراسي السلطة ولا أستثني أحدا منكم .

أتدرون أنكم عنوان كل مأساة ، ، ، وكل ألم ، ، ، وكل وجع لهذا الشعب منذ مجيئكم .

فلا تحمّلوا غيركم ما وجب أن تحمّلوه أنفسكم … فأنتم من حكم ومن يحكم ومن يضغط على رقابنا منذ دخلتم علينا خلسة ذات يوم من أيام جانفي 2011…

بطلع البدر علينا…

الواقعية اليوم هي أن نقول أن تونس لم تعش قبل مجيئكم هذا القتل الجماعي الذي عشناه في عهدكم …ألا يمكن إعتبار من ماتوا غرقا هاربين من جحيم حكمكم وإستبدادكم قتلا جماعيا …! ، الواقعية هي أن نقول اليوم أن بلادنا لم تعش هذا التهجير والسلب والنهب والتجويع والعنصرية والحقد والتفرقة قبل دخولكم الوطن خلسة…

أليس من الواقعية اليوم أن تعترفوا بأنكم فشلتم … وأنكم كذبتم … وأنكم خدعتم….وأنكم أفسدتم … الواقعية اليوم هي أن تعترفوا أمام الشعب بأنكم أخفقتم وأن لا بدائل لكم.

الواقعية اليوم هي أن تعترفوا أنه لا دخل للمنظومة السابقة في فشلكم وفي إخفاقكم وفي ما أوصلتم البلاد إليه….

لا تقولوا لنا أن بن علي رحمه الله كان يعرقل أعمالكم، وكان يفرغ خزائنكم وهو الذي تركها في حال تقارنون إلى يومنا هذا حالكم به ولم تصلوا ربع ما وجدتموه عليه وتسعدون يوم تقتربون من أدنى رقم حققه بن علي

ورجالاته…

لا تقولوا لنا أن الزعيم بورقيبة رحمه الله، كان يخرج كل ليلة من قبره ليعرقل مساعيكم في الإصلاح وخدمة البلاد والعباد…

جميعكم اليوم إخترتم تسميات مختلفة لأحزابكم ومكوّناتكم التي تزينون بها المشهد أو في واقع الأمر تشوهونه … فهذا تيار شعبي والآخر تيار ديمقراطي والآخر تيار كهربائي والآخر ائتلاف خراب والأخرى حركة النهضة ( النكبة ) وهي ليست بنهضة…. وما لفّ لفّه من تيارات وأحزاب لم تأت بغير الوجع

والمأساة والمعاناة لهذا الشعب…

الواقعية اليوم يا أغبياء المشهد و من تضغطون على رقاب الشعب هي أن لا تستغربوا لو خرج عليكم في قادم الأيام تيار الجياع وتيار المظلومين وتيار المهمّشين وتيار المخدوعين وتيار من أكل لحمهم حوت البحر.

ألا تفقهون ؟ أن الواقعية تقول أنكم اليوم العنوان الحقيقي للاستبداد… و الظلم….

والعنصرية… فهلا إستفقتم من حلم كتبتم نصّه ولم تتقنوا كتابة أحداثه

وخاتمته…

اليوم تخادعون الشعب بخلافاتكم وصراعاتكم … فهل إختلفتم وتختلفون من أجل مصالح هذه البلاد وشعبها أم من أجل مصالح ضيقة لكم ولمن هم معكم وحولكم؟

لا تسعدوا كثيرا بكراسيكم…

فثورة الجياع ستدقّ أبوابكم…

إن طال سباتكم…

اللهم أشهد فلقد بلغت …/.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى