مقال

قراءة للمشهد السياسي.

قراءة للمشهد السياسي.

بقلم عبير مدين

نراقب جميعا ما يحدث في أوكرانيا، والبعض منا يتسائل لماذا لا نستغل الفرصة ونحقق انتصارا على كل مايهدد أمننا القومي ونحن نملك من القوة ما يؤهلنا للنجاح.

الحقيقة أن موضوع استخدام القوة من وجهة نظري له تداعياته نعم استخدمت روسيا القوة لحسم خلافها مع أوكرانيا وحمت تلك القوة بقوة أخرى حين استخدمت حق الفيتو في الاعتراض حين اجتمعت الدول على استيحاء في جلسة مجلس الأمن الدولي فهذه الدول تعلم مقدما وجيدا أن أي قرار سوف يكون مصيره سلة المهملات لأن روسيا سوف تعترض فهي لن تدين نفسها

سارعت أمريكا لفتح قنوات اتصال مع المسؤولين في روسيا لبحث إن كانت قواعدها في بولندا عرضه للخطر

لكل عملية عسكرية مركز ثقل وهناك قاعدة تقول إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك فليس هناك ما يدعو إلى أن تخاف نتيجة مئة معركة ، وإذا عرفت نفسك ولم تعرف عدوّك فإنك تقاسي من هزيمة مقابل كل انتصار ، وإذا لم تعرف نفسك ولم تعرف عدوّك فإنك أحمق وسوف تواجه الهزيمة في كل معركة.

الولايات المتحده الامريكيه لم تتعافى بعد من تجربتها في فيتنام.

اوربا تعاني خسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة جراء جائحة كورونا.

أوكرانيا رغم غناها الاقتصادي ليست الصيد الثمين الذي يجر الناتو لحرب عالميه ثالثه

أوكرانيا التي كانت تمتلك ثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم أصبحت كما الأسد العجوز الذي نزعوا أسنانه وتركوه في مواجهة الدب الروسي.

كان النظام الأوكراني يظن أن الناتو سوف يهب لنجدته حال وقوع مواجهة مسلحة مع الغريم التقليدي روسيا لكن خاب ظنهم حين اكتفت دول العالم بالصلاة من أجلهم مع تقديم بعض المساعدات المسلحة على استيحاء، أما لبنان الذي تجرأ وأدان الهجوم الروسي على أوكرانيا فليس لديه ما يخسره اعتقد أنه أراد فقط أن يغازل النظام الفرنسي سياسيا.

روسيا بالتأكيد درست كيف تتفادى تبعات العقوبات الاقتصادية التي سوف تواجهها وربما هي من وقعت عقوبات اقتصادية على الدول التي ازعجتها بطلب عقد جلسة مجلس الأمن الدولي، فروسيا رغم الظاهر للعالم أنها دولة منعزلة لكن

هناك دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي وهم (روسيا، أرمنيا، كازاخستان، طاجيكستان، قيرغيزستان، وأوزباكستان) .

 

وهناك دول حلفاء حقيقيين لروسيا

بغض النظر عن كون هذه الدول تربطها علاقات بالولايات المتحدة، فإنها لا تضع هذه العلاقات في المقام الأول بالنسبة لعلاقتها بروسيا. حيث اعترفوا أن القرم هي أراضي روسية.

ولم يكن هناك أي خوف من ردود فعل الولايات المتحدة تجاه قرارهم هذا، ولم يكترثوا بالعقوبات المحتملة التي يمكن أن تفرض عليهم أو حتى من التدخل، كما يجري جزئيا الآن في فنزويلا

هذه الدول هي: فنزويلا ،كوبا، نيكاراغوا، سوريا، كوريا الشمالية

ويمكن إضافة أفغانستان إلى القائمة

لو طلبت روسيا مساعدة هذه الدول للأسرعوا فهم يكرهون الهيمنة الأمريكية وما يربطهم بروسيا مصالح اقوى من التحالفات الأميركية القائمة على المال هذا إذا وقفت الصين على الحياد.

من المحزن أن النظام الأوكراني لم يدرس مركز ثقل المواجهة جيدا وغامر بأمن المدنيين والآن لا نملك غير الدعاء لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى