مقال

حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 3″

حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث حول معجزة الإسراء والمعراج، وعلموا أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يدخل بيت المقدس قط فلما أخبرهم بأخبار بيت المقدس على ما هو عليه لم يمكنهم أن يكذبوه في أخبار السماء بعد أن صدقوا أخبار الأرض، فبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم نائما في الحجر أتاه جبريل عليه السلام، فهمزه بقدمه، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرى شيئا، ثم عاد إلى مضجعه، فأتاه مرة ثانية فهمزه بقدمه، فجلس ولم يرى شيئا، ثم عاد مرة أخرى صلى الله عليه وسلم إلى مضجعه، فأتاه مرة ثالثة فهمزه بقدمه، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ جبريل عليه السلام بعضده، وحينها قام النبي صلى الله عليه وسلم معه، وخرج به جبريل إلى باب المسجد، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يرى دابة بيضاء بين البغل والحمار.

 

في فخذيها جناحان تحفز بهما رجليه، ثم وضع جبريل يده في منتهى طرف الرسول صلى الله عليه وسلم فحمله عليه، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم بصحبة جبريل عليه السلام حتى انتهى به المطاف إلى بيت المقدس، فوجد فيه الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فأمّهم النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، ثم أتاه جبريل عليه السلام بوعائين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن، قال خذ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم إناء اللبن وشرب منه، وترك إناء الخمر، فقال له جبريل عليه السلام هديت للفطرة، وهديت أمتك يا محمد، وحرّمت عليكم الخمر، ثم عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وفي صباح اليوم التالي اجتمع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قبيلة قريش وأخبرهم بما حصل معه، فقال أكثر الناس والله هذا الأمر لبين.

 

وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لصادق آمين، وإن العير لتطرد شهرا من مكة إلى الشام مدبرة، وشهرا مقبلة، وقال بعضهم إن هذا القول لا يصدق أفيذهب محمد ويرجع إلى مكة في ليلة واحدة؟ فارتد كثير ممن كان قد أسلم، وذهب الناس إلى أبي بكر ابن أبى قحافه، فقالوا له يا أبا بكر إن صاحبك محمد يزعم أنه قد جاء من بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة، فقال لهم أبو بكر رضى الله عنه، إنكم تكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا بلى، ها هو الرسول في المسجد يحدث الناس بما حدث معه، فقال أبو بكر رضى الله عنه والله لئن كان قال هذا الكلام لقد صدق، فما العجب من ذلك، فوالله إنه ليخبرني أن الخبر يأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه، وأقبل أبو بكر رضى الله عنه.

 

إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، أحدثت القوم أنك كنت في بيت المقدس هذه الليلة؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم نعم، قال يا رسول الله، صف لي ذلك المسجد، وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ويحدث أبا بكر الصديق رضى الله عنه، عن بيت المقدس، فقال له أبو بكر أشهد أنك رسول الله، وكان يكررها كلما وصف له شيئا رآه، وكذلك فإن موضع الإسراء هو محل خلاف بين العلماء، فمنهم من قال أسرى به صلى الله عليه وسلم من بيته، وقيل من بيت السيدة أم هانئ بنت عمه أبو طالب أخت الإمام على رضى الله عنهم أجمعين، ومن هذين القولين قال الحرم كله، والمراد بالمسجد الحرام في الآية هو المسجد نفسه، ودار أم هانئ بنت أبي طالب وأخت الإمام علي رضي الله عنه، تلك الدار التي أضيفت إلى مساحة المسجد وصار محلها عند باب الوداع، وتبعد أربعين مترا من الكعبة المشرفة.

 

وإن المعراج وهو الصعود أو آلة الصعود، من سطح الأرض إلى طبقات الجو العليا، إلى حيث الاختراق والنفاذ من أقطار الأرض وغيرها من الكواكب والنجوم، إلى حيث لا يعلم الإنسان حتى الآن، ولم يذكر معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحة في آيات القرآن الكريم، بل إنه يفهم منها وذلك كما جاء فى سورة النجم ” والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى، علمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى” وهكذا بدأت سورة النجم بالحديث عن معراج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أي المعجزة العظيمة التي حدثت لرسول الله تكريما له، وقد رأى فيها عجائب صنع الله وغرائب خلقه في ملكوته العظيم الذي لا يحده حد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى