مقال

البراء بن عازب الخزرجي ” جزء 2″

البراء بن عازب الخزرجي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع البراء بن عازب الخزرجي، حتى قام قائم الظهيرة ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها ولها شيء من ظل قال ففرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروة معي ثم اضطجع عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلقت أنفض ما حوله فإذا أنا براع قد أقبل في غنيمة يريد من الصخرة مثل الذي أردنا فسألته لمن أنت يا غلام؟ فقال أنا لفلان، فقلت له هل في غنمك من لبن؟ قال نعم، قلت له هل أنت حالب؟ قال نعم، فأخذ شاة من غنمه فقلت له انفض الضرع، قال فحلب كثبة من لبن ومعي إداوة من ماء عليها خرقة قد روأتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت اشرب يا رسول الله.

 

فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رضيت، ثم ارتحلنا والطلب في إثرنا، قال البراء فدخلت مع أبي بكر على أهله، فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى فرأيت أباها فقبل خدها وقال كيف أنت يا بنية؟” وروى البخاري بسنده عن البراء رضي الله عنه قال ” أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فما جاء حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور مثلها ”

 

وكان البراء بن عازب رضي الله عنه من قادة الفتوح، وقد عينه عثمان بن عفان رضي الله عنه في خلافته على الري سنة أربعة وعشرون من الهجرة فغزا قزوين وما والاها، وفتحها وفتح زنجان عنوة، وقد شهد البراء بن عازب رضي الله عنه غزوة تستر، مع أبي موسى وشهد أيضا وقعتي الجمل وصفين وقتال الخوارج ونزل الكوفة وابتنى بها دارا، وعن أبي داود قال لقيني البراء بن عازب فأخذ بيدي وصافحني وضحك في وجهي ثم قال تدري لم أخذت بيدك؟ قلت لا إلا إني ظننتك لم تفعله إلا لخير فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم لقيني ففعل بي ذلك ثم قال أتدري لم فعلت بك ذلك؟ قلت لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إن المسلمين إذا التقيا وتصافحا وضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه لا يفعلان ذلك إلا لله لم يتفرقا حتى يغفر لهما ”

 

وعن أبي إسحاق قال، قال لي البراء بن عازب ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال إذا رأيت الناس قد تنافسوا الذهب والفضة فادع بهذه الدعوات “اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك والصبر على بلائك، وحسن عبادتك والرضا بقضائك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم” وروى البخاري بسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أو يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله تعالي ” قد نري تقلب وجهك في السماء ” فتوجه نحو الكعبة

 

وقال السفهاء من الناس وهم اليهود كما جاء في سورة البقرة ” ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم” فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال وهو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة، وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإضحى بعد الصلاة فقال ” من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فإنه قبل الصلاة ولا نسك له “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى