مقال

معركة ذات السلاسل “جزء 3”

معركة ذات السلاسل “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع معركة ذات السلاسل، وأمر أن يربط الرجال بالسلاسل منتظرا وصول خالد بن الوليد الذي لم تظهر أي إشارة تدل عليه لتصله أنباء من أحد الكشافين أن خالد بن الوليد تحرك نحو الحفير وليس كاظمة، فقرر خالد بن الوليد استغلال الجغرافيا وخفة حركة جيش المسلمين الذي يتميز عن جيش الفرس بطيء الحركة ليضربهم بعد أن تنهك قواهم، بعد أن يجبرهم على القيام بالمسير والمسير المعاكس، فقد أدرك خالد بن الوليد أن وجوده قرب الحفير سيسبب الهلع لهرمز الذي أدرك أن قاعدته أصبحت مهددة، فأمر بالتحرك إلى الحفير وعند وصوله لم يجد أثرا لقائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد، وما أن اتخذ جيش هرمز مواقعهم حتى جاءت الأخبار أن خالد بن الوليد اتجه نحو كاظمة، وهكذا فإن الجهاد في سبيل الله عز وجل.

 

الذي هو قتال الكفار هو ذورة سنام الإسلام، وبه قام هذا الدين وارتفعت رايته، وهو من أعلى القربات وأجل الطاعات، وهو شرع لإعلاء كلمة الله تعالى وتبليغ دعوته للناس كافة، وهناك الآيات الكثيرة والأحاديث النبوية الشريفه الدالة على هذا الفضل، فيقول الله تعالى في سورة التوبة “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم” وإن من أسباب معركة ذات السلاسل، هو قيل إنه بعد انتهاء حروب الردّة، قام رجل من المسلمين اسمه المثنى بن حارثة الشيباني بالإغارة على أطراف العراق، التي كانت تقع تحت حكم الدولة الساسانية الفارسية، فلما علم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

 

بأمر المثنى بن حارثة الشيباني سأل الصحابة الكرام عنه، فأثنى عليه قيس بن عاصم المنقري، فجاء المثنى بن حارثة الشيباني إلى المدينة، وطلب من أبي بكر الصديق أن يجعله على من أسلم من قومه ليكون قائدهم في قتال الفرس في العراق، فوافق أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأمر خالد بن الوليد أن يجمع جيش المسلمين الذي قاتل المرتدين في معركة اليمامة ويسير إلى العراق، ثم أمر المثنى بطاعة قائد المسلمين خالد بن الوليد، فسار الجيش الإسلامي سنة اتنى عشر للهجرة، وكان عدد جيش خالد عشرة آلاف مقاتل وعدد جيش المثنى ثمانية آلاف مقاتل، وكان هذا أبرز ما ورد في أسباب معركة ذات السلاسل، وكان هرمز قائد رجلا متكبرا وأهوجا، لا يستمع إلا لصوت نفسه فقط، حيث رفض الاستماع لنصائح قواده، وأصر على أن يربط الجنود أنفسهم بالسلاسل.

 

حتى لا يفروا من أرض المعركة، كناية عن القتال حتى الموت، لذلك فقد سميت المعركة بذات السلاسل، وكان أول وقود المعركة وكما هو معتاد وقتها أيام الحروب أن يخرج القواد للمبارزة، كان أول الوقود عندما خرج القائد الفارسي هرمز لمبارزة القائد المسلم خالد بن الوليد، وكان هرمز كما قيل عنه، شديد الكفر والخيانة، فاتفق مع مجموعة من فرسانه على أن يهجموا على خالد ويفتكوا به أثناء المبارزة، وبالفعل خرج المسلم للقاء الكافر، وبدأت المبارزة، ولم يعهد أو يعلم عن خالد بن الوليد أنه هزم قط في مبارزة طوال حياته قبل الإسلام وبعده، وقبل أن تقوم مجموعة الغدر بجريمتهم الشريرة فطن أحد أبطال المسلمين الكبار لذلك، وهو البطل المغوار القعقاع بن عمرو، صنو خالد في البطولة والشجاعة، فخرج من بين الصفوف مسرعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى