مقال

الدكروري يكتب عن عبد الله بن رواحة الأنصاري “جزء 2”

الدكروري يكتب عن عبد الله بن رواحة الأنصاري “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع عبد الله بن رواحة الأنصاري، وقد خاض ابن رواحة مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوة بدر، وقد بعثه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بعد المعركة ليُبشّر بني عمرو بن عوف وخطمة ووائل من الأنصار بالنصر، وكما شارك في غزوات أحد والخندق وخيبر وصلح الحديبية، وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، عمرة القضاء، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم، يومها، فقال ” انزل فحرك بنا الركاب ” ولقد كان لتربية الرسول صلى الله عليه وسلم، أثر واضح وملموس في حياة شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا أمره سارع ونفذ، وإذا نهاه عن أمر اجتنبه وتركه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، لا يترك موقفا أو حدثا يمر على أصحابه الكرام دون أن يربِّيهم أو يعلمهم، فيقول ابن عباس رضى الله عنهما.

 

بعث النبي صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن رواحة رضى الله عنه، في سرية، فوافق ذلك يوم الجمعة، فغدا أصحابه وقال أتخلف فأصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ألحقهم، فلما صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، رآه، فقال “ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟” قال أردت أن أصلي معك ثم ألحقهم، فقال ” لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما أدركت فضل غدوتهم ” وكان عبد الله بن رواحة رضى الله عنه، ممن أنعم الله تعالى عليهم بالجهاد بالسيف واللسان، فهو الذي جاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، في بدر وأحد، وحفر الخندق مع الصحابة، وبايع بيعة الرضوان، وكان أحد القواد الثلاثة في غزوة مؤتة التي استشهد فيها، وكما جاهد بسيفه جاهد بلسانه، فكان شعره سيفا مصلتا على رقاب المشركين، ولا يقل أهمية عن السيف في المعركة.

 

وكان يحمل سيفه وشعره في كل الغزوات، فكان يقول خلوا بني الكفار عن سبيله، خلوا فكل الخير في رسوله، وقد كان عبد الله بن رواحة رضى الله عنه، صواما قواما، يقول أبو الدرداء رضى الله عنهما “خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بعض غزواته في حر شديد، حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه أو كفه على رأسه من شدة الحر، ما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن رواحة رضى الله عنه ” وقد تزوج رجل امرأة عبد الله بن رواحة رضى الله عنه، فسألها عن صنيعه، فقالت كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك، وكان عادلا ورعا ذا أمانة يخاف الله ويتقه، فعن سليمان بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يبعث عبد الله بن رواحة، إلى خيبر.

 

فيخرص بينه وبين يهود خيبر، وقد قال فجمعوا له حليا من حلي نسائهم، فقالوا له هذا لك، وخفِّف عنا وتجاوز في القسم، فقال عبد الله بن رواحة “يا معشر اليهود، والله إنكم لمن أبغض خلق الله إليَّ، وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم، فأما ما عرضتم من الرشوة فإنها سحت، وإنا لا نأكلها” فقالوا بهذا قامت السموات والأرض، وقد كان عبد الله بن رواحه هو أحد الشعراء الثلاثة الذين تصدوا للمشركين ودافعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام والمسلمين، وقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم، عدة مهام، فاستخلفه على المدينة عندما خرج في غزوة بدر، ولقد بعثه قائدا لسرية من ثلاثين رجلا لقتال أسير بن رزام اليهودي في خيبر، فقتله، وكما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، خارصا لتقدير زكاة نخل وزروع خيبر.

 

وقد كان ابن رواحة من القلة الذين يُحسنون الكتابة في يثرب، وكما كان شاعرا لبيبا، فكان هو وحسان بن ثابت وكعب بن مالك يتولون الرد على من يهجون النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمين، وقد أختار النبي صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن رواحة ليكون القائد الثالث للمسلمين في جيش الشام الذي واجه جيشا من مائتى ألف مقاتل من الروم والغساسنة في الشام، وكان عسكر جيش المسلمين الذي قوامه ثلاثة ألاف رجل بناحية معان باليمن، فبلغهم خبر جموع الروم، فاستشار القائد الأول زيد بن حارثة أصحابه فقالوا قد وطئت البلاد وأخفت أهلها، فانصرف، وابن رواحة ساكت، فسأله فقال إنا لم نسر لغنائم، ولكنا خرجنا للقاء، ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عُدّة، والرأي المسير إليهم، فبلغهم أن هرقل قد نزل بمؤاب، فشجع ابن رواحة المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى