مقال

الدكروري يكتب عن الاغتسال والطهارة “جزء 5”

الدكروري يكتب عن الاغتسال والطهارة “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الاغتسال والطهارة، وأيضا الاغتسال بعد تغسيل الميت، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” من غسل ميتا فليغتسل ” وأيضا غسل الكافر إن أسلم، حيث يسن له ذلك بعد إسلامه، ومن أدلة ذلك حديث عن قيس بن عاصم رضى اللهُ عنه قال ” لأنه أسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أن يغتسل بماء وسدر ” وأيضا غسل الإفاقة من الجنون، وكذلك المغمى عليه، فيكون عليهما الغسل سنة إن لم يحصل إنزال في تلك الفترة، فإن حصل فيكون حينها واجبًا، وأيضا غسل الوقوف في عرفة، حيث يغتسل الحاج في التاسع من ذي الحجة، وأيضا غسل المبيت بمزدلفة، لمن أراد المبيت فيها، وكذلك غسل رمي الجمرات، وذلك في أيام التشريق، وكذلك غسل الطواف، وذلك قبل الطواف، وكذلك غسل السعي.

 

ويكون قبله، ويجزئ عن الطواف والسعى إذا كانوا متتابعين غسل واحد، وكذلك غسل دخول المدينة، وهو قبل دخولها، وأما عن كيفية الاغتسال وشروطه، وهو أولا وقبل أى شئ يجي علينا أن نعلم شروط الماء المستخدم، حيث يشترط في الماء الذي يُغتسل به أمور وهي طهارة الماء، حيث لا يصح الاغتسال بالماء المتنجس بشيء من النجاسات، وأيضا إطلاق الماء، أي كونه ماء خالصا، فلا يجوز الاغتسال بالماء الذي أضيف اليه شيء آخر بحيث أخرجه من إطلاقه، كما لو أضيف اليه كمية من السكر أو الملح أو شيء آخر بحيث عُد ماء مضافا، وأيضا إباحة الماء، أي يجب أن يكون الماء الذي يغتسل به مباحا غير مغصوب، وأما عن الغسل فهو له طريقتان صحيحتان هما الغسل الكامل، وهو الغسل الموافق للسنة وهو أفضل الصفتين.

 

وكيفيته على النحو التالي أن ينوي المغتسل، ثم يغسل كفيه ثلاث مرات، ثم يغسل فرجه بيده اليسرى ثم ينظفها، ثم يتوضأ وضوء الصلاة ولا يغسل قدميه، ثم يخلل أصول شعر رأسه بالماء ثم يغسله ثلاث مرات، ثم يغسل جميع بدنه مبتدئا بالجانب الأيمن ثم الأيسر مع ذلك ما استطاعه من بدنه ثم يغسل قدميه، وأما عن الغسل المجزئ، وهو أن ينوي ويسمي ويغسل جميع بدنه بالماء مع المضمضة والاستنشاق، وأما عن الأشياء المحرمة على من عليه حدث أكبر، وهو من وجب عليه الاغتسال لأحد الأسباب السابقة فإنه أحدث حدثا أكبر، يحرم عليه بسببه عدة أشياء هي الصلاة، والطواف بالبيت، وحمل المصحف، ودخول المسجد والبقاء فيه، ولكن له أن يدخل المسجد ولا يبقى فيه كأن يمر من داخله، أو يأخذ شيئا، وإن توضأ الرجل الجنب جاز له أن يبقى في المسجد.

 

أما المرأة الحائض والنفساء فلا يصح منهما ذلك، وهناك سؤال يقول ما هي طريقة الاغتسال الصحيح؟ وما هي موجبات الاغتسال؟ والإجابه هى أن الغسل يختلف عن الوضوء في حكمه وموجباته، وفي صفته وكيفيته، والغسل نوعان، وهما غسل كامل وغسل مجزئ، فالكامل، وهو كما ذكرنا من قبل، أن ينوي ثم يسمي ثم يغسل يديه ثلاثا، ثم يغسل ما أصابه الأذى، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يحثي على رأسه ثلاث حثيات، يروي بها أصول شعره، ثم يفيض الماء على بقية جسده، ويبدأ بشقه الأيمن ثم الأيسر ويدلك بدنه، مع الاعتناء بإيصال الماء إلى جميع بدنه وشعره، والأصل في ذلك ما روى في الصحيحين عن البخارى ومسلم، وهو عن السيده عائشة رضى الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه.

 

ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى أن قد استبرأ، حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه، وفي رواية لهما أيضا، البخارى ومسلم ” ثم يخلل بيديه شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات ” وذلك لما في الصحيحين أيضا عن السيده ميمونة رضي الله عنها، قالت ” وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم، ماء يغتسل به، فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين أو ثلاثا، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره ثم دلك يده بالأرض ثم مضمض واستنشق ثم غسل وجهه ويديه ثم غسل رأسه ثلاثا ثم أفرغ على جسده ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل قدميه، وأما الغسل المجزئ، فهو أن يزيل ما به من نجاسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى