مقال

الدكروري يكتب عن الاغتسال والطهارة “جزء 4”

الدكروري يكتب عن الاغتسال والطهارة “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الاغتسال والطهارة، ثم يبدأ في أعمال الوضوء فيغسل يديه ثلاثا، وهذا الغسل مستحب وليس بواجب، ثم يبدأ بالواجبات فيتمضمض ويستنشق ثلاثا، ومن الملاحظ أن كثيرا من الناس يتمضمضون ثلاث مرات، ثم يستنشقون ثلاث مرات، وهذا خلاف الأولى، لأن السنة أن يأخذ الإنسان في كفه ماء فيتمضمض ويستنشق بذلك الكف نفسه، والأفضل أن يأخذ ثلاثة أكف من الماء، يتمضمض ويستنشق من الكف الأول ثم الثاني كذلك ثم الثالث كذلك، ثم يغسل وجهه ثلاث مرات، ثم يغسل يديه ثلاث مرات من أطراف الأصابع حتى المرفقين، ثم يمسح برأسه مرة واحدة مع أذنيه، ثم يغسل رجليه إلى المرفقين ثلاثا، وليعلم المسلم أن غسله لأعضائه ثلاث مرات إنما هو الأفضل، ويجوز غسل الأعضاء مرة، ويجوز مرتين، والثلاث أفضل.

 

فإن زاد على الثلاث فقد أخطأ ويُخشى عليه من الإثم، لقول النبى صلى الله عليه وسلم ” فمن زاد على ذلك وهو يعني على الثلاث، فقد أساء وتعدى وظلم ” وينبغي للمسلم إذا مسح برأسه أن يمسح أذنيه بنفس الماء الذي مسح به رأسه، فإذا مسح رأسه فيمسح أذنيه بالماء المتبقي من مسح الرأس، ولا تأخذ للأذنين ماء جديدا، وهذا لعدم الإسراف فى الماء، وينبغي للمسلم في وضوئه أن يعمل بالسنن التي تكمل وضوءه، ومنها أن يستاك عند الوضوء، ومنها أن لا يتجاوز مقدار الماء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ به، فقد جاء في الصحيحين عن البخارى ومسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمُد، وهو أقل من اللتر، وهذا كما ذكرنا للمحافظه على الماء وعدم الإسراف فيه .

 

ومما يجب على المسلم أن يتأكد من وصول الماء إلى أعضائه، ففي الصحيحين مرفوعا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ويل للأعقاب من النار ” ومعنى الأعقاب، هى جمع عقب، وهو العظم الذي يكون في آخر القدم، وهو من الأعضاء التي لا يصل إليها الماء إذا استعجل الإنسان في وضوئه، ولذلك فقد نبّه النبي صلى الله عليه وسلم، أصحابه الكرام، بأن يتأكدوا من غسل أعقابهم، وحذر من أهمل غسلها من عذاب النار، فالواجب على المؤمن أن يعتني بوضوئه، وأن يتأكد من وصول الماء إلى جميع أعضائه التي يجب غسلها، فإن أمر الوضوء عند الله عظيم، ومن الناس من ابتلي بالوسواس، فلا يطمئن في طهارته، فربما كرر غسل أعضائه، وربما أعاد وضوءه، وربما شك أحيانا كثيرة في انتقاضه، وهذا كله من الشيطان وهو عدو لابن آدم.

 

فلا يزال الشيطان يوسوس لإبن آدم ليؤذيه ويفسد عليه عبادته، حتى يوصل الإنسان إلى أسوأ الأحوال، فربما يترك المسلم الطهارة والصلاة بالكلية من أجل ذلك، ولكن الحل لهذه المشكلة هو أن يعزم الإنسان عزمة قوية، عزمة رجل حازم، فيتطهر كما يتطهر المسلمون، فإن أتاه الشيطان بالشك فليطرده أشد الطرد، وهو في ذلك مستعين بربه ومولاه، وليعد المحاولة مرة ومرات، حتى يشفى بإذن الله، ويجب علينا جميعا، أن نعلم أن الغسل المستحب لا يُغني عن الوضوء، وأما عن الغسل المباح فهو من أمثلته هو الاغتسال للنظافة، والاغتسال للتبرّد، والاغتسال في برك السباحة لمجرد الأنس والمرح، وهذه الأغسال المسنونة هي سبعة عشر غسلا، وقد أوردها أبو شجاع في متنه في الفقه الشافعي.

 

وأيضا الاغتسال يوم الجمعة للصلاة وهو سنة مؤكدة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” الغسل يوم الجمعة واجب على كل مُحتلم ” وكذلك الاغتسال يوم العيد، ووقته من طلوع الفجر إلى غروب الشمس على الأظهر، والأفضل أن يؤتى به قبل صلاة العيد، وقد قال ابن قدامة في كتابه المغني ” ووقت الغسل ويعنى للعيد، هو بعد طلوع الفجر، وهذا فى ظاهر كلام الخرقى، وقال القاضى والآمدى ” إن إغتسل قبل الفجر، لم يصب سنة الإغتسال ” وأيضا غسل الاستسقاء، حيث يسن قبل صلاة الاستسقاء، وأيضا غسل صلاة الخسوف، وكذلك غسل الكسوف، ويكون قبل صلاة الكسوف، أو قبل صلاة الخسوف، وأيضا الاغتسال عند الإحرام للحج أو العمرة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ” تجرد لإهلاله واغتسل “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى