مقال

الدكروري يكتب عن معركة اليرموك “جزء 1”

الدكروري يكتب عن معركة اليرموك “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكــرورى

 

اليرموك معركة وقعت بين المسلمين والروم، والإمبراطورية البيزنطية، ويعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام والعراق، والمعركة حدثت بعد وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتعد معركة اليرموك من المعارك المهمة فى تاريخ المسلمين، ويعتبرها البعض بداية ظهور الإسلام كدولة قوية فى الجزيرة العربية، كما أنها أول انتصار للمسلمين خارج جزيرة العرب، ولأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، وهو وادي اليرموك، واليرموك هو نهر ينبع من جبال حوران، ويجري قرب الحدود بين سوريا وفلسطين.

 

وينحدر جنوبا ليصب في غور الأردن ثم في البحر الميت، وينتهي مصبه في جنوب الحولة، وقبل أن يلتقي بنهر الأردن بمسافة تتراوح بين ثلاثين وأربعين كيلومترا، ويوجد وادي فسيح تحيطه من الجهات الثلاث جبال مرتفعة بل شاهقة الارتفاع ويقع في الجهة اليسرى لليرموك وقد اختار الروم الوادي لأنه المكان الذي يتسع لجيشهم الضخم، الذي يبلغ عدده مائتين وأربعين ألف مقاتل تقريبا، وأما المسلمون فقد عبروا النهر إلى الجهة اليمنى، وضربوا معسكرهم هناك في وادي منبطح يقع على الطريق المفتوح لجيش الروم، وبذلك أغلقوا الطريق أمام الجيش المزهو بعدده وعدته، فلم يعد للروم طريق يسلكونه، أو يفرون إذا اضطروا للفرار، لأن جيش المسلمين قد أخذ عليهم مسلكهم الوحيد، وكان بعد أن فرغ المسلمون من حروب الردة.

 

بدأ الفتح الإسلامي لبلاد الشام في عهد الخليفة الراشدي أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو الذي أمر بقتال الروم بسبب تجرؤهم على جيش خالد بن سعيد بن العاص في تيماء، فقسم الخليفة الجيوش الإسلامية أربعة أقسام، وجعل على كل قسم قائدا وبعثها إلى بلاد الشام، وكان كل جيش يتألف من حوالي ثمانى ألف مقاتل، وكان الجيش الأول بقيادة شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه والثاني بقيادة يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه والثالث بقيادة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه والرابع بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه ويقال أن هناك جيش خامس، وكانت معركة اليرموك سنة ثلاث عشر هجرية، وكان القائد العام لجيش الدولة الإسلامية هو خالد بن الوليد رضي الله عنه وكان عدد مقاتلي الجيش الإسلامي هو ما بين سته وثلاثين ألف أو أربعين ألف مقاتل.

 

ويزيد أو ينقص قليلا وكان التقسيم التنظيمي للجيش الإسلامي هو أن قَسم قائد الجيش الإسلامي خالد بن الوليد رضي الله عنه الجيش إلى ما بين سته وثلاثين وأربعين كردوسا، كل كردوس فيه ألف مقاتل، ثم قسم كراديس الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة وجعل على كل منها أميرا، وكان قادة الجيش الإسلامي هم أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه يقود كراديس القلب والقائد عمرو بن العاص رضي الله عنه يقود كراديس الميمنة والقائد يزيد بن أبي سفيان يقود كراديس الميسرة وعن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري رضي الله عنه، قال شهدت اليرموك، وعليها خمسة أمراء أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، وقررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية إلى اليرموك.

 

بعد تقدم جيش الروم نحوهم ، وتولى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبو عبيدة بن الجراح وكانت قوّات جيش المسلمين التى لا تتعدى أربعين ألف مقاتل ستواجه جيوش الروم والتى تبلغ ثلاث مائة الف مقاتل ولقد بدأت المعركة بهجوم كاسح من قوات الروم فزحف القائد خالد بن الوليد بفرسانه دون أن يقاتل منتظرا الساعة المناسبة للهجوم وفعلا قام بمهاجمة الروم بعد أن أنهكهم التعب واختلت صفوفهم، فكانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثرا في حركة الفتح الإسلامي، فقد لقي جيش الروم أقوى جيوش العالم يومئذ هزيمة قاسية، وفقد زهرة جنده، وقد أدرك هرقل حجم الكارثة التي حلت به وبدولته، فغادر المنطقة نهائيا وقلبه ينفطر حزنا، وقد ترتب على هذا النصر العظيم أن استقر المسلمون في بلاد الشام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى