مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن مجاهد ” جزء 7″

الدكروري يكتب عن الإمام إبن مجاهد ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السابع مع الإمام إبن مجاهد، وثانيا قراءة ابن كثير، وهو عبد الله بن كثير بن عبد المطلب القرشي، إمام أهل مكة في القراءة، ولد بها سنة خمسة وأربعون من الهجرة، ولقي عددا من الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري وأنس بن مالك وغيرهما، فهو من التابعين، وكان فصيحا بليغا، وتوفي سنة مائة وعشرون للهجرة، وراوياه هما البزي وهو أحمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي برة، ولد سنة مائة وسبعون للهجرة، وانتهت إليه مشيخة الإقراء في مكة، وكان مؤذن البيت الحرام، وتوفي سنة مائتان وخمسون للهجرة، وأيضا قراءة “قنبل” وهو محمد بن عبد الرحمن بن خالد، الملقب بقنبل، انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ولد سنة مائة وتسع وخمسون للهجرة، ومات سنة مائتان وواحد وتسعون للهجرة، وقد أخذ قنبل والبزي القراءة عن تلاميذ ابن كثير.

 

وثالثا قراءة أبي عمرو البصري، هو أبو عمر بن العلاء شيخ الرواة، ولد سنة ثماني وستون من الهجرة، وقرأ بالبصرة والكوفة ومكة والمدينة، وهو أكثر القراء السبعة شيوخا، ومن شيوخه عبد الله بن كثير، وسمع أنس بن مالك وغيره، وتوفي بالكوفة سنة مائة وأربعة وخمسون للهجرة، وراوياه هما أبو عمر الدوري وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري، إمام القراءة في عصره، ولد سنة مائة وخمسون من الهجرة، في الدور، وهو موضع قرب بغداد وإليه نسب، وهو أول من جمع القراءات، وتوفي سنة مائتان وأربعون، وأيضا قراءة “السوسي” وهو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله السوسي، الذي توفي سنة مائتان وواحد وستون للهجرة، وقد أخذ كل من الدوري والسوسي القراءة عن يحيى اليزيدي عن أبي عمرو البصري.

 

ورابعا قراءة ابن عامر الشامي، وهو عبد الله بن عامر اليحصبي، انتهت إليه رئاسة الإقراء في الشام، وكان إماما كبيرا وتابعيا جليلا، جمع بين الإمامة بالجامع الأموي بدمشق، والقضاء ومشيخة الإقراء، وتوفي بدمشق سنة مائة وأربعة عشر للهجرة، وراوياه هما هشام بن عمار بن نصير، وهو إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم، وتوفي سنة مائتان وخمسة وأربعون للهجرة، وأيضا قراءة “ابن ذكوان” وهو عبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان، شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق، توفي سنة مائتان واثنين واربعين للهجرة، وقد نقل هشام وابن ذكوان القراءة عن ابن عامر، لكن بواسطة بينهما وبينه، وخامسا قراءة “عاصم” وهو عاصم بن أبي النجود، شيخ القراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي، وهو من التابعين، جمع بين الفصاحة والإتقان.

 

وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، وتوفي بالكوفة سنة مائة وواحد وعشرون للهجرة، وراوياه هما “شعبة” وهو أبو بكر شعبة بن عباس بن سالم، كان إماما كبيرا عالما حجة في القرآن وعلومه، توفي سنة مائة وثلاثة وتسعون للهجرة وقراءة “حفص” وهو حفص بن سليمان بن المغيرة، كان من أعلم الناس بقراءة عاصم، وتوفي سنة مائة وثمانون للهجرة ومعظم المسلمين في العالم يقرءون القرآن برواية حفص عن عاصم، وسادسا قراءة “حمزة الكوفي” وهو حمزة بن حبيب الزيات، ولد سنة ثمانون من الهجرة وأدرك بعض الصحابة بالسن، ويحتمل أن يكون قد رأى بعضهم، وكان إمام القراء بالكوفة بعد عاصم، وتوفي سنة مائة وست وخمسون للهجرة، وراوياه هما “خلف بن هشام البزار” الذي ولد سنة مائة وخمسون للهجرة، وكان ثقة كبيرا زاهدا وعالما عظيما.

 

وتوفي ببغداد سنة مائتان وتسع وعشرون من الهجرة، والقارئ “خلاد بن خالد” وهو من أئمة القراءة في الكوفة، وعرف بضبطه وإتقانه، وتوفي سنة مائتان وعشرون للهجرة، وقرأ خلف وخلاد على سليم بن عيسى الكوفي، وقرأ سليم على حمزة، وسابعا هي قراءة “الكسائي” هو علي بن حمزة إمام النحاة الكوفيين، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة، وتوفي سنة مائة وتسع وثمانون للهجرة، وراوياه هما “أبو عمر الدوري” وسبقت ترجمته، الليث بن خالد البغدادي وهو ثقة متقن، وتوفي سنة مائتان وأربعون من الهجرة، وأما عن الفاتحة بالقراءات السبع، فعلي سبيل المثال أنه قرأ عاصم والكسائي كلمة “مالك” من قوله تعالى “مالك يوم الدين” بإثبات ألف بعد الميم على وزن فاعل، وهي القراءة التي تعوّدنا على سماعها من قراء القرآن، في حين قرأها الباقون من القراء السبعة بحذف الألف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى