مقال

الدكرورى يكتب عن فضائل شهر شعبان ” جزء 8″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن فضائل شهر شعبان ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع فضائل شهر شعبان، وإن تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة قيام، وتخصيص يومها بصيام فذلك أمر لم يأتى به دليل صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أنكره كثير من العلماء المحققين، وصرحوا ببدعيته، وأما ما حسنه بعضهم من قوله صلى الله عليه وسلم “إن الله تبارك وتعالى يتجلى لعباده في هذه الليلة فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن” فليس فيه ما يفيد تخصيص هذه الليلة ولا يومها بشيء من العبادات لذاته، وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه وعن أبيه “مَن صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم” رواه أبو داود، والترمذى، فقال الله تعالى” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” وقال سبحانه وتعالى “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا”

 

وقال تعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” فإن من أفضل القربات التي يتقرب بها العباد إلى ربهم التقرب إليه بالصوم فإنه من أحب العبادات إلى الله تعالى وفيه ثواب عظيم وأجر جزيل فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الصيام جنة وحصن حصين من النار” رواه أحمد، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أى رب منعته الطعام والشهوة فشفعنى فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان” رواه أحمد، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله مرني بعمل؟ قال صلى الله عليه وسلم “عليك بالصوم فإنه لا عدل له”

 

قلت يا رسول الله مرني بعمل؟ قال صلى الله عليه وسلم “عليك بالصوم فإنه لا عدل له” قلت يا رسول الله مرني بعمل؟ قال صلى الله عليه وسلم “عليك بالصوم فإنه لا عدل له” رواه النسائي وابن خزيمة، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا” رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائى، وإذا كان الصوم بهذه المنزلة فنحن في شهر كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام أكثره فعن عائشة رضي الله عنها قالت “ما رأيته صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان” رواه البخاري ومسلم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “كان أحب الصوم إليه صلى الله عليه وسلم في شعبان” رواه أحمد.

 

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان” رواه الترمذي وقال حديث حسن، وإن للمؤمن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “كان أحب الصوم إليه صلى الله عليه وسلم في شعبان” رواه أحمد، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان” رواه الترمذي وقال حديث حسن، وإن للمؤمن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فينبغي لمن تيسر له الصوم بسبب نشاط أو فراغ أو رغبة أن يبادر إليه وأن يجاهد نفسه عليه ابتغاء للأجر وتأسيا بسيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه، ولقد اجتهد أهل العلم في البحث عن سبب إكثار النبي صلى الله عليه وسلم.

 

من الصيام في شعبان وأصح الأقوال في ذلك ما جاء مصرحا به في الحديث الذي رواه ابن خزيمة وصححه من حديث أسامة بن زيد قال “قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال صلى الله عليه وسلم “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” والأعمال ترفع إلى الله فى كل يوم مرتين يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، وترفع وتعرض في كل أسبوع مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس، ويرفع عمل العام في شعبان، فمن تذكر أن عمله يسجل ويكتب ويرفع ويعرض على العليم الخبير حرى به أن يحاسب نفسه وأن يحسن عمله وأن يتوب إلى الله من سيئاته وزلاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى