مقال

الدكروري يكتب عن الإمام جرير إبن عبد الله ” جزء 1″

الدكروري يكتب عن الإمام جرير إبن عبد الله ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام جرير بن عبد الله البجلي هو صحابي جليل من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو من أحبهم إليه، وكان جرير بن عبد الله سيد قومه بجيلة، وكان جميل الوجه حسن الصورة، حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال “جرير يوسف هذه الأمة” ودعى له رسول الله صلي الله عليه وسلم بالثبات والهدى، ونقل عن جرير قوله ” ما خجبني النبي صلي الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا ابتسم في وجهي، ولقد شكوت إليه إني لا أثبت علي الخيل، فضرب صلي الله عليه وسلم بيده في صدري، وقال ” اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا” وأسلم جرير وقومه في شهر رمضان من السنة العاشرة للهجرة، فبعثه الرسول صلي الله عليه وسلم على رأس فرسان من بجيلة لهدم “ذي الخلصة” وهو صنم بالسراة كانت قبائل بجيلة وخثعم وباهلة ودوس والأزد يعبدونه.

 

ومسند جرير نحو من مائة حديث، بالمكرر، واتفق له الشيخان على ثمانية أحاديث وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بستة، وقد وفد جرير بن عبد الله على رسول الله صلي الله عليه وسلم في شهر رمضان من السنة التاسعة من الهجرة، وقد روي عن قصة إسلام جرير أنه حينما وصل المدينة المنورة كان رسول الله صلي الله عليه وسلم جالسا بين أصحابه في المسجد فقال لهم ” يدخل عليكم من هذا الباب رجل على وجهه مسحة ملك ” فكان الداخل من ذلك الباب هو جرير البجلي الذي أسلم بين يدي الرسول صلي الله عليه وسلم وبايعه “على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ” وفي رواية أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ألقى إلى جرير كساء ليجلس عليه، وقال لأصحابه “إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ” وكان جرير طويل القامة بديع الجمال حسن الصورة.

 

وهو جرير بن عبد الله بن جابر هو الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن حزيمة بن حرب بن علي بن مدرك بن سعد بن يزِيد بن قيس وهو مالك بن عبقر بن أغار بن أراش بن عمرو بن العون البجليّ الأحمسي كنيته أبو عمرو ويقَال أبو عبد الله وترجم له أيضا أنه جرير بن عبد الله بن جابر وهو الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش، أبو عمرو، وقيل أبو عبد الله البجلي، وقد اختلف النسابون في بجيلة، فمنهم من جعلهم من اليمن، وقال إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت، وعمرو هذا هو أخو الأزد، وهو قول الكلبي، وأكثر أهل النسب، ومنهم من قال هم من نزار، وقال هو أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، وهو قول ابن إسحاق، ومصعب.

 

وكان جرير بن عبد الله طويل القامة بديع الجمال حسن الصورة وهو شاعر وخطيب فصيح، ويبدو ان جرير البجلي كان ضخم الجثة، ويستدل على ذلك من الحديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل، والذي نصه “قال عبد الله حدثنى محمد بن عبد الله المخرمى حدثنا الصلت بن مسعود الجحدرى حدثنا سفيان حدثنى ابن لجرير بن عبد الله قال كانت نعل جرير بن عبد الله طولها ذراع” وربما بسبب ضخامته كان لا يثبت على الخيل، فأشتكى هذا الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم، فدعى له النبى صلي الله عليه وسلم بالثبات، وتوفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وجرير في اليمن فقاتل المرتدين حتى نزل بصنعاء، وبعد تثبيت أركان الإسلام في اليمن سار جرير إلى أرض الشام والعراق مجاهدا تحت لواء المثنى بن حارثة وسعد بن أبي وقاص.

 

حيث كان على رأس قومه البجليين في معارك البويب والقادسية وجلولاء ونهاوند, وهو الذي فتح حلوان فى العام الثامن عشر من الهجرة، وهمذان في السنة الثالثة والعشرون من الهجرة، وفيها أصيبت عينه بسهم فقال “أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونور لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله” وسكن جرير الكوفة وأبتنى فيها دارا, ثم ولاه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، على همذان وبقي فيها إلى أن استدعاه الإمام علي بن أبي طالب وأرسله سفيرا إلى معاوية بن أبي سفيان ليدعوه إلى الدخول في الطاعة، ثم اعتزل جرير الفتنة بين الإمام علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين، وارتحل بأهله إلى قرقيسيا، على نهر الفرات حيث بقي فيها حتى توفاه الله عام واحد وخمسين من الهجرة، وقد روى عنه بنوه عبيد الله، والمنذر، وإبراهيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى