مقال

الدكرورى يكتب عن أحداث في شعبان ” جزء 1″

جريده الاضواء

الدكرورى يكتب عن أحداث في شعبان ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

تدور الأيام وتدور عجلة الزمان وها قد وصلنا إلى شهر شعبان، وقد قيل أنه سُمي شهر شعبان بهذا الاسم، لأن العرب كانوا يتشعبون فيه بالأرض، أي ينتشرون فيها بحثا عن الماء، ويعتبر شهر شعبان كالمقدمة لشهر رمضان، فحسن أن يكون فيه شيء مما يكون في شهر رمضان من صيام، وأن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت” كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان” رواه أحمد والنسائى، ويقول تعالى فى سورة التوبة ” إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض” وإن شهر شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، حيث يأتي بعد شهر رجب، وقبل شهر رمضان، وقد قيل أنه سُمي شهر شعبان بهذا الاسم، لأن العرب كانوا يتشعبون فيه بالأرض.

 

أي ينتشرون فيها بحثا عن الماء، وقد فضل الله تعالى بعض الأزمنة، وميّزها على غيرها، بالعديد من الخصائص، وشهر شعبان من تلك الأزمنة التي فضلها الله تعالى، فإن عمل العام يرفع في شهر شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، أنه ترفع فيه الأعمال فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم، ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار، فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع العام، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله، وطويت صحيفة العمل، ومن المعلوم أن رفع الأعمال لا يقتصر على شهر شعبان، وإنما هناك أربع صور لرفع الأعمال وهي الرفع اليومي، والأسبوعي، والسنوي، والختامي، وقد سئل رسول الله، لم نرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم فى شهر شعبان.

 

وسكت، حتى لم يقل ولما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبينا الحكمة في ذلك قائلا ” ذاك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، وأُحب أن يرفع عملى وأنا صائم” وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال” ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا غير رمضان” رواه البخارى ومسلم، وإن هناك أحداث وقعت في شهر شعبان حيث يُعد شهر شعبان من الأوقات الفاضلة، وقد وقع فيه العديد من الأحداث العظيمة عبر التاريخ، وهى أول ولادة وأول وفاة بعد الهجرة النبوية، فقد وُلد عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، في شهر شعبان، وكان أول مولود للمسلمين بعد الهجرة، وقد ذكرت أمّه السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ما أنهم فرحوا به فرحا شديدا، لأنه وُلد بعد أن قيل لهم.

 

أن اليهود قد سحرتكم ولن يولد لكم، كما توفي الصحابي الجليل عثمان بن مظعون رضي الله عنه، في شهر شعبان أيضا، وكان أول من توفاه الله من المهاجرين في المدينة المنورة، ودُفن في البقيع، ومن الأحداث التي وقعت فى شهر شعبان أيضا، هو احتلال الصليبين لبيت المقدس حيث استولى الصليبيون على بيت المقدس في الثالث والعشرين من شعبان عام أربعمائة واثنان وتسعون للهجرة، وقاموا بقتل سبعين ألفا من المسلمين في يوم واحد، وكذلك أيضا حدث تحرير مدينة حمص من الصليبيين، حيث حرّر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، مدينة حمص من يد الصليبيين في الواحد والعشرين من عام خمسمائة وتسعه وخمسون من الهجرة النبوية، ليسيطر بذلك على أغلب بلاد الشام، ومن الأحداث أيضا هى معركة الأرك.

 

وقد وقعت معركة الأرك التي يطلق عليه النصارى كارثة الأرك فى التاسع من شعبان عام خمسمائة وواحد وتسعون من الهجرة حيث وقعت بين قوات الموحدين المسلمة تحت قيادة أبو يوسف يعقوب المنصور، وقوات مملكة قشتالة النصرانية بقيادة ألفونسو الثامن، ودارت أحداث المعركة بعد أن بعث ملك قشتالة رسالة فيها نوع من الاستهزاء والاستخفاف بأمير المسلمين أبو يوسف، فغضب لذلك الأمير وكتب له على ظهر الرسالة قول الله تعالى ” ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون” وكان الجواب ما ترى لا ما تسمع” ثم توجه إليه بجيش قوامه مائة ألف مقاتل، حتى قيل إن المسافة بين مقدمة الجيش ومؤخرته كانت مسيرة ثلاثة أيام، وكان النصر الساحق حليف المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى