مقال

الدكروري يكتب عن الإمام عبد الرازق الصنعاني ” جزء 4″

الدكروري يكتب عن الإمام عبد الرازق الصنعاني ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الرابع مع الإمام عبد الرازق الصنعاني، فدخلت إليه وأقمت عنده حتى سمعت منه ما أردت ؟ والله الذي لا إله إلا هو، إن عبد الرزاق كذاب، والواقدي أصدق منه، قلت بل والله ما بر عباس في يمينه، ولبئس ما قال، يعمد إلى شيخ الإسلام ومحدث الوقت ومن احتج به كل أرباب الصحاح وإن كان له أوهام مغمورة، وغيره أبرع في الحديث منه فيرميه بالكذب، ويقدم عليه الواقدي الذي أجمعت الحفاظ على تركه، فهو في مقالته هذه خارق للإجماع بيقين، وقال العقيلي سمعت علي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول كان زيد بن المبارك قد لزم عبد الرزاق فأكثر عنه ثم خرق كتبه ولزم محمد بن ثور، فقيل له في ذلك فقال كنا عند عبد الرزاق، فحدثنا بحديث معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان والحديث الطويل.

فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، وجاء هذا يطلب ميراث امرأته، قال عبد الرزاق انظروا إلى الأنوك، يقول تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث زوجته من أبيها، لا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زيد بن المبارك فلم أعد إليه، ولا أروي عنه، قلت هذه عظيمة وما فهم قول أمير المؤمنين عمر، فإنك يا هذا لو سكت لكان أولى بك فإن عمر إنما كان في مقام تبيين العمومة والبنوة، وإلا فعمر رضي الله عنه أعلم بحق المصطفى وبتوقيره وتعظيمه من كل متحذلق متنطع، بل الصواب أن نقول عنك انظروا إلى هذا الأنوك الفاعل عفا الله عنه، كيف يقول عن عمر هذا، ولا يقول قال أمير المؤمنين الفاروق؟ وبكل حال فنستغفر الله لنا ولعبد الرزاق فإنه مأمون على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، صادق.

وقال العقيلي حدثنا أحمد بن محمد يقول سمعت أبا صالح محمد بن إسماعيل الصراري يقول بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن أصحابنا يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهما، تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه فدخلنا من ذلك غم شديد، وقلنا قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا، فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج فخرجت إلى مكة، فلقيت بها يحيى بن معين فقلت له يا أبا زكريا ما نزل بنا من شيء بلغنا عنكم في عبد الرزاق ؟ قال وما هو ؟ قلنا بلغنا أنكم تركتم حديثه ورغبتم عنه، قال يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام، ما تركنا حديثه، وعن أحمد بن زهير يقول سمعت يحيى بن معين وبلغه أن أحمد بن حنبل تكلم في عبيد الله بن موسى بسبب التشيع، فقال يحيى والله العظيم، لقد سمعت من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر مما يقول عبيد الله بن موسى.

ولكن خاف أحمد بن حنبل أن تذهب رحلته إلى عبد الرزاق، أو كما قال رواها ثقتان عنه، وعن أحمد بن زهير قال أنبئونا عن بركات الخشوعي، أنبأنا أبو طالب اليوسفي أخبرنا أبو إسحاق البرمكي حدثنا القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد، سمعت سلمة بن شبيب، سمعت عبد الرزاق يقول ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر، فرحمهما الله، ورحم عثمان وعليا ، من لم يحبهم فما هو بمؤمن، أوثق عملي حبي إياهم، وعن أبو الأزهر يقول سمعت عبد الرزاق يقول أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه، كفى بي إزراء أن أخالف عليا رضي الله عنه، وعن عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني حدثنا عباس بن عبد العظيم، عن زيد بن المبارك قال كان عبد الرزاق كذابا يسرق الحديث، وذكره أبو أحمد بن عدي في ” كامله ”

فقال نسبوه إلى التشيع، وروى أحاديث في الفضائل لا يوافق عليها، فهذا أعظم ما ذموه به من روايته هذه الأحاديث ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره وأما الصدق، فإني أرجو أنه لا بأس به، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في أهل البيت، ومثالب آخرين مناكير، وقد سمعت ابن حماد وسمعت أبا صالح الصراري فذكر حكايته، وقول يحيى لو ارتد ما تركنا حديثه، وقد أورد أبو القاسم بن عساكر ترجمة عبد الرزاق في سبع عشرة ورقة وأفظع حديث له ما تفرد به عنه الثقة أحمد بن الأزهر في مناقب الإمام علي، فإنه شبه موضوع وتابعه عليه محمد بن علي بن سفيان الصنعاني النجار قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال.

“أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، فالويل لمن أبغضك بعدي” وقال الحاكم حدث به أبو الأزهر ببغداد في حياة يحيى بن معين، فأنكره من أنكره، حتى تبين للجماعة أن أبا الأزهر بريء الساحة منه، فإنه صادق، وحدثناه أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر، حدثنا أبو الأزهر، فذكره، وحدثني عبد الله بن سعد حدثنا محمد بن حمدون، حدثنا محمد بن علي النجار، فذكره، وسمعت أبا علي الحافظ، سمعت أحمد بن يحيى التستري يقول لما حدث أبو الأزهر بهذا في الفضائل، أخبر يحيى بن معين بذلك، فبينما هو عنده في جماعة أصحاب الحديث، إذ قال من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا عن عبد الرزاق ؟ فقام أبو الأزهر فقال هو ذا أنا، فتبسم يحيى بن معين وقال أما إنك لست بكذاب وتعجب من سلامته وقال الذنب لغيرك فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى