مقال

الدكرورى يكتب عن خصائص وفضائل شهر رمضان ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن خصائص وفضائل شهر رمضان ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع خصائص وفضائل شهر رمضان، وكما يجب الإمساك عن إرسال النظر إلى ما لا يحل، فالصائم حقيقة من خاف الله في عينيه فلم ينظر بهما نظرة محرمة، واتقى ربه في لسانه فكف عن كل قول محرم، وخشيه في أذنيه فلم يسمع بهما منكر، وخشيه في يديه فمنعهما من سرقة وغصب وغش وإيذاء، وخشيه في رجليه فلم يمش بهما إلى حرام، وخشيه في قلبه فطهره من الحقد والغل والحسد والبغضاء، فقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما” إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء” وقد ذكرت عبادة الصيام في موضع واحد من كتاب الله عز وجل، فى حين ذكرت كثير من العبادات الأخرى في مواضع مختلفة، تنبيها للمسلمين على أهمية عبادة الصيام.

التي تختص عن غيرها من العبادات بكثير من الخصائص، إذ إنها تروض النفس الإنسانية، وتعودها على تحمل المشاق، والتغلب على نوازع النفس، وبذلك تقوى عزيمة المسلم، وتتحرر إرادته، ويصبح أكثر قدرة على التحكم في أهواء النفس، وميولها بسبب الحرمان المؤقت الذي تفرضه عبادة الصيام على المسلم، ولذلك حث النبى الكريم صلى الله عليه وسلم على الصيام حين انعدام القدرة على الزواج باعتباره عبادة تكسر حدة الشهوات، وتعلم النفس الصبر، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” ومن أعظم خصائص عبادة الصيام أن الأجر المترتب عليها غير محدد، فهو يضاعف أضعافا كثيرة، كما أضافه الله سبحانه إلى نفسه، ورتب للصائم فرحتين فرحة حين فطره، وفرحة عند لقاء ربه.

ويتحلى المسلم الصائم بالعديد من الأخلاق الكريمة الحسنة التي تظهر جليا في تعامله مع غيره، ومن أبرز تلك الأخلاق هو مقابلة الإساءة بالإحسان، فلا يلتفت الصائم إلى سفاهة الأقوال والأفعال التي من شأنها أن تقلل من أجره، فقد أخرج الإمام البخارى في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال” وإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إنى أمرؤ صائم” وأيضا طاعة لله سبحانه، والإقبال إليه، طوال اليوم، ليلا ونهارا، فكما أن الصائم يمتثل أمر ربه في النهار بالإمساك عن المفطرات بنية الصيام، فإنه يمتثل لأمر ربه أيضا في الليل فيسارع فى فطره لعلمه بأن الله يحب التعجيل في الفطر، إذ إن في فطره طاعة له، ثم يقبل على الله بالشكر والحمد بأن منّ عليه بالصيام، ويرجو منه القبول، ويفرح بتمام العبادة.

كما أمر الله سبحانه وتعالى، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” للصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه” وأيضا الحرص على مواصلة العبادات والطاعات بالانتقال من طاعة إلى أخرى، وعدم عصيان الله تعالى بعد الفطر بإشباع الرغبات والشهوات بالمعاصي وبما حرم الله، بل الحرص على إحياء الليل بالقيام طمعا في نيل أجر الصيام والقيام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قام رمضان إيمانا وإحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه” وأيضا البعد عن آفات اللسان من غيبة، وكذب، ونميمة، فقد أخرج الإمام البخارى في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابة”

وكذلك تحقيق رقّة القلوب، وزيادة الخشوع، والسكينة، ذلك بمغفرة الله سبحانه للذنوب والخطايا، التي تؤدى إلى قسوة القلب، فيا أيها الناس إحذروا من التفريط في هذا الشهر العظيم فأيامه معدودة وساعاته محدودة ولا تكن من أولئك الذين جعلوا رمضان موسم للهو والعصيان، وإحذروا من الغفلة والإعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية فقال تعالى فى كتابه العزيز” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى” فكم تتألم النفوس المؤمنة وتتقطع حسرة على ما تراه من شباب المسلمين الذين اجتمعوا على اللهو وقتل الأوقات في ليالي شهر رمضان الفاضلة فكم من الحرمات لله تنتهك ومعاصي يجاهر بها في ليالى رمضان المباركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى