مقال

الدكرورى يكتب عن أقبل شهر البر والإحسان ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أقبل شهر البر والإحسان ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع أقبل شهر البر والإحسان، وأيضا لا تبدأ أى عمل إلا وقد أصلحت نيتك، فلن يقبل عملك إلا إن كان خالصا صوابا موافقا للشرع، فتعلم أحكام الصيام وعلمها أهل بيتك، ومعارفك من الآن، وأيضا هذب نفسك وألزمها التقوى منذ الآن، فشهر رمضان مدرسة للمتقين، وأيضا بادر بصلة رحمك، واحذر أشد الحذر من قطعها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال مه، قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال تعالى ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟، قالت بلى يا رب، قال عز وجل فذلك لك، ثم قال أبو هريرة قول الحق سبحانه وتعالى من سورة محمد ” فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم” رواه البخارى، وإذا عرفنا هذا فلنسأل من هو الواصل للرحم؟

فإن هذا ما وضحه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ” ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها “رواه البخاريى، وهل من نعيم أجمل من سلامة الصدر؟ وهى أن تقضي يومك وليلتك وأنت في راحة بال، بينما غيرك تغلى قلوبهم حنقا على غيرهم، وكذلك احرص أن تكون مخموم القلب من الآن، وادخل رمضان وقد فرغت قلبك للانشغال به، دون سواه، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أى الناس أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم “كل مخموم القلب صدوق اللسان” قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب، قال صلى الله عليه وسلم “هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ” رواه ابن ماجه، وإن كثيرون للأسف هم من يقضون الساعات الطوال في استخدام الإنترنت، ويضيعون فرصا عظيمة في شهر مثل رمضان.

فأين هم من الإمام مالك بن أنس الذي كان إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف؟ فابدأ من الآن إن كنت من مدمني النت، بتقليل ساعات جلوسك عليه، واعلم أن شهر رمضان لن ينتظرك، فيجب عليك المبادرة فى قضاء ما عليك من صيام إن كنت أفطرت في رمضان الماضي لعذر شرعى، وإن في رمضان يقبل الناس على تلاوة القرآن وختمه ولكن لتكن تلاوته سلسة وختمته عليك يسيرة فابدأ في شعبان أن تكثف من وقت التلاوة فإن كانت عادتك أن تتلو جزءا يوميا فلتجعلها جزئين أو ثلاثا، بل حاول أن تجعل لك فى كل عشرة أيام منه ختمة بتدبر، والتدبر أولى من الاسراع في الختم، فقال سلمة بن كهيل، كان يقال شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء.

وكان عمرو ابن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته، وتفرغ لقراءة القرآن، وإن رمضان شهر تكثر فيه الصلوات من تراويح وقيام ونوافل فلكى تعتاد على طول الوقوف فيه دون إرهاق أو تعب فلتخصص للقيام وقتا أطول بدءا من شعبان وليكن مثلا ساعة فمضاعفاتها، وعود نفسك من الآن على طول الركوع والسجود، وبدءا من الآن عود نفسك على طول الدعاء واحفظ من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي تحوى جوامع الكلم وأخير وأبرك وأجدى بالإجابة إن شاء الله، وكذلك عوّد نفسك من الآن المكوث في المسجد فترات أطول بعد الصلاة تحضيرا للاعتكاف في رمضان إن شاء الله أو على الأقل تحضيرا للمكث في المسجد ساعات طوال فيه هذا أيضا اعتكاف فلا حد لأقله، وأيضا عوّد نفسك على الصوم، لكي لا تجد عند إقبال رمضان بإذن الله.

مشقة فى صوم الأيام الأول فصم يوما وأفطر يوما أو اجعل شعبان أكثرأيامه صوما فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت “لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله ” رواه البخارى، واستعد لإطعام المساكين وتفطير الصائمين فابدأ من الآن زيادة كمية ما تعده من طعام لوجبة الغداء مثلا وخذ هذا الزائد ووزعه على الفقراء، فعن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من فطر صائما، كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا” وأيضا تصدق بشكل يومى في شعبان حتى تعتاد على التصدق يوميا في رمضان فتدخل فيمن قيل فيهم في الحديث، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى