مقال

الدكروري يكتب عن الإمام قتيبة بن سعيد ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام قتيبة بن سعيد ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ونكمل الجزء الثالث مع الإمام قتيبه بن سعيد، وكما أخبرنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد وجماعة إجازة قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان أخبرنا أبو إسحاق المزكي أخبرنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر، فيصليهما جميعا وإذا ارتحل قبل المغرب أخرها حتى يصليها مع العشاء فإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء ، فصلاها مع المغرب، ما رواه أحد عن الليث سوى قتيبة وقد أخرجه عنه أبو داود والترمذي وأما النسائي فامتنع من إخراجه لنكارته، ومن أعجب الأمور أن أبا عيسى الترمذي حدث به عن قتيبة ورواه نازلا كما هو موجود في نسخ عدة

فقال حدثنا عبد الصمد بن سليمان البلخي عن زكريا بن يحيى اللؤلؤي عن أبي بكر الأعين عن علي ابن المديني عن أحمد عن قتيبة فهذا من طرق النوازل، وقال أبو عبد الله الحاكم رواته أئمة ثقات وهو شاذ الإسناد والمتن ثم لا نعرف له علة نعلله بها، فلو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به فلما لم نجد له علة خرج عن أن يكون معلولا ثم نظرنا فلم نجد ليزيد عن أبي الطفيل رواية، ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل ولا عند أحد ممن يرويه عن معاذ بن جبل غير أبي الطفيل فقلنا هو شاذ، وأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه، ولم يبلغنا عن أحد منهم أنه ذكر له علة، قلت بل رووه في كتبهم واستغربه بعضهم.

وقال الحاكم وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا، وحدثنا به عن النسائي وهو إمام عصره عن قتيبة ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علة فنظرنا فإذا هو موضوع وقتيبة ثقة مأمون فحدثني علي بن محمد بن عمران الفقيه، حدثنا ابن خزيمة، سمعت صالح بن حفصويه نيسابوري صاحب حديث يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول قلت لقتيبة مع من كتبت عن الليث حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل ؟ قال مع خالد المدائني قال البخاري وكان خالد هذا يدخل على الشيوخ الأحاديث، وقد قال أبو داود عقيبه لا يرويه إلا قتيبة وحده وقال الترمذي حسن غريب تفرد به قتيبة والمعروف حديث مالك وسفيان يعني عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فكان يجمع بين الظهر والعصر.

وبين المغرب والعشاء يعني وليس فيه جمع التقديم، وقال أبو سعيد لم يحدث به إلا قتيبة ويقال إنه غلط وإن موضع يزيد بن أبي حبيب أبو الزبير، قلت فيكون قد غلط في الإسناد وأتى بلفظ منكر جدا يرون أن خالدا المدائني أدخله على الليث وسمعه قتيبة معه، فالله أعلم، وقلت هذا التقرير يؤدي إلى أن الليث كان يقبل التلقين ويروي ما لم يسمع وما كان كذلك بل كان حجة متثبتا وإنما الغفلة وقعت فيه من قتيبة وكان شيخ صدق قد روى نحوا من مائة ألف فيغتفر له الخطأ في حديث واحد، وأخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق المقرئ أخبرنا الفتح بن عبد الله أخبرنا محمد بن عمر القاضي أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن حدثنا جعفر بن محمد حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز الدراوردي وإسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

“بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا” رواه مسلم عن قتيبة عن إسماعيل والترمذي عنه عن الدراوردي ، ومات مع قتيبة سنة أربعين خلق منهم سويد بن سعيد الحدثاني وسويد بن نصر المروزي وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي الفقيه وأبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن الصباح الجرجرائي وعبد الواحد بن غياث البصري ومحمد بن خالد بن عبد الله الطحان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى