مقال

الدكرورى يكتب عن أتي إلينا شهر الهداية والغفران ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أتي إلينا شهر الهداية والغفران ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع أتي إلينا شهر الهداية والغفران، إلا أهل العادة الذين لهم عادة يصومونها كصيام الاثنين والخميس، فلو وافق آخر شعبان اثنين أو خميس، أو رجل يصوم يوما ويفطر يوما، فإنه في هذه الحالة يكمل على عادته، وإن الاستعداد لرمضان هو التشوق إليه، ومن التشوق أن نمنع من الصيام قبله بيوم أو يومين، ويوم الشك قد نهينا عنه، فقيل أنه “من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم” وأما عن اليوم الذى لا يدرى هل هو من شعبان أو من رمضان، فهو الثلاثون من شعبان، أو واحد رمضان، إلا كما قلنا لمن يقضي، أو كان له عادة بالصيام، فإن من النساء من تستعد لرمضان بحبوب منع العادة الشهرية، وتقول أريد صيامه كاملا، وأصوم مع الناس، وأصلي مع الناس، ولا أريد أن أنقطع ولا يوم، فنقول ألا ترضين بما رضي الله منك، ألم يرض الله منك بالفطر في أيام العادة والقضاء بعد ذلك.

وأجرك كامل ولا نقص فيه؟ ولذلك فلا حاجة إلى تعاطى حبوب فيها ضرر على الجسد، وفيها لخبطة للعادة، وفيها اضطراب، وإنما هو رضا بالقضاء، والرضا بالقضاء أجره عظيم جدا، فرضا المرأة بما قدّر الله عليها من هذه العادة، ومن النفاس، فيه أجر كبير، وكذلك فإن من الاستعداد لهذا الشهر أن نعلم أنه كان بالنسبة للمسلمين كان شهر أمجاد، ونحن نستجر من الماضى ما نعزز به العزة في نفوسنا في زمن الذل الذى نحن فيه، لكن يتذكر المسلم أن هناك جهادا عظيما كان في رمضان، فغزوة بدر كانت فيه، وحفر الخندق كان فيه، وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الصيام جُنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُب قائم ليس له من قيامه إلا السهر ” رواه ابن ماجه، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه “رواه البخارى، وعن السيدة حفصة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من لم يُبيت الصيام قبل الفجر، فلا صيام له “رواه النسائى، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “دخل عليّ النبى صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال “هل عندكم شيء؟ فقلنا لا، قال ” فإني إذن صائم” ثم أتانا يوما آخر فقلنا “يا رسول الله، أهدى لنا حيس” فقال” أرينيه، فلقد أصبحت صائما” فأكل” رواه مسلم، وعن السيدة عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم” رواه البخاري ومسلم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “تسحّروا فإن في السحور بركة “رواه البخارى ومسلم، ويجب أن يتذكر المسلم أن هناك جهادا عظيما كان في رمضان، فغزوة بدر كانت فيه، وحفر الخندق كان فيه، وسرايا وبعوث كانت فيه، وفتح مكة كان فيه، وفتح جزيرة رودس كان في رمضان، وهلاك المختار بن عبيد الله الثقفي وهو أحد الكذابين كان في رمضان، وفتح الأندلس كان في رمضان، وقيل ركبنا سفينا بالمجاز مقيرا عسى أن يكون الله منا قد اشترى، هكذا كان يقول القائد طارق بن زياد، وهكذا كان عسكر المسلمين متجها نفوسا وأموالا وأهلا بجنة إذا ما اشتهينا الشيء فيها تيسرا، ولسنا نبالي كيف سالت نفوسنا إذا نحن أدركنا الذي كان أجدرا.

وهكذا فتح البذ مدينة بابك الخُرّمى فى رمضان، وفتح عمورية في رمضان، وسرقوسا في رمضان، ووقعة حارم التي نصر الله فيها محمود زنكى وجيش المسلمين على الصليبيين الذين قتل منهم عشرة آلاف في رمضان، ووقعة عين جالوت في رمضان بقيادة المظفر سيف الدين قطز الذي غامر في تلك المعركة حتى لاموه على تلك الجرأة ودخوله في الأعداء، وقالوا لم لا ركبت فرس فلان لو رآك بعض الأعداء لقتلك، وهلك الإسلام بسببك، قال “أما أنا فكنت أروح إلى الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، قد قتل فلان وفلان وفلان، حتى عد خلقا فأقام الله للإسلام من يحفظه غيرهم” ومن يحفظه ولم يضيع الإسلام، وأيضا معركة شقحب بين المسلمين والتتار كانت في رمضان، وكان شيخ الإسلام يطوف على الجند ويعدهم بالنصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى