مقال

الدكروري يكتب عن الدولة العباسية وثورة الزنج ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الدولة العباسية وثورة الزنج ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الرابع مع الدولة العباسية وثورة الزنج، فكان أن قامت عدة حركات ثوريه يقودها ثوار كانت غالبيتهم من العلويين، ففي سنة مائتين وثمان وأربعين للهجرة ثارت الكوفة بزعامة ابي الحسين ابن يحيى ابن عمرو ابن يحيى ابن الحسين ابن عبد الله ابن إسماعيل ابن عبد الله ابن جعفر الطيار، وفي سنة مائتين وخمسين للهجرة ثارت طبرستان بقيادة الحسن ابن زيد ابن محمد ابن إسماعيل ابن الحسن ابن زيد ابن الحسن ابن الحسن ابن الإمام علي ابن أبي طالب، وامتدت الثورة إلى جرجان واستمرت دولتها حتى سنة مائتين وسبعين للهجرة، وثارت الري بزعامة محمد ابن جعفر ابن الحسن بهدف الانضمام إلى ثورة طبرستان ثم تكررت ثورتها بعد الإخفاق بقيادة أحمد ابن عيسى ابن علي ابن الحسن ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب، وثارت قزوين بقيادة الكركي.

الحسن ابن إسماعيل ابن محمد ابن عبد الله ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب، وثارت الكوفة مجددا بقيادة الحسين ابن محمد ابن حمزه ابن عبد الله ابن الحسن ابن علي ابن أبي طالب، على أن أخطر الثورات التي شهدها العصر العباسي كانت هي الثورة التي قادها علي ابن محمد سنة مائتين وسبعين للهجرة والتي بدأت في البحرين سنة مائتين وتسع وأربعين للهجرة والتي اشتهرت باسم ثورة الزنج، وكان قائد هذه الثورة فارسي يدعو نفسه زورا هو علي ابن محمد ابن أحمد ابن علي ابن عيسى ابن زيد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب شاعرا وعالما كان يمارس في سامراء تعليم النحو والخط والنجوم وكان واحدا من المقربين إلى الخليفة المنتصر بالله العباسي ولما قتل الاتراك المنتصر بالسم ومارسوا الاعتقال والسجن والنفي والاضطهاد لحاشيته كان علي ابن محمد هذا من بين المعتقلين، ثم حدث تمرد من فرقة الجند الشاكريه ببغداد.

يؤازرهم عامة الناس دخلت بغداد معها في فوضى عارمه واختفت الجيوش والشرطة من الشوارع، فأقتحم المتمردون السجون وأطلقوا سراح من فيها ومنهم بالطبع علي ابن محمد، ليشعل ثورة اقضت مضجع العباسيين إلى أقصى مدى، وغادر علي ابن محمد بغداد إلى سامراء ومنها إلى البحرين حيث دعا إلى الثورة ضد الدولة العباسية الواقعة تحت سيطرة الجند الاتراك، بالرغم من اشتهار هذه الثورة بثورة الزنج الا انها لم تكن ثورة عنصرية للزنج وحدهم ولم تقف أهدافها عند تحرير العبيد أو تحسين ظروف عملهم، فقائد هذه الثورة عربي حر علوي رغم تشكيك خصومه في صحة نسبه العلوي كما كانت الحكومة تفعل دائما في مثل هذه المواقف، وأغلب قوادها كانوا عربا كذلك مثل علي ابن ابان المهلبي وسليمان ابن موسى الشعرواني وسليمان ابن جامع وأحمد ابن مهدي الجبائي ويحيى ابن محمد البحراني ومحمد ابن سمعان وغيرهم الكثير.

وعلى امتداد السنوات السبع الأولى من عمر الثورة الممتدة من سنة مائتين وتسع وأربعين للهجرة إلى سنة مائتين وست وخمسين للهجرة كان قادتها ومحيطها وجمهورها عربيا خالصا فهي قد بدأت في مدينة هجر وهي أهم مدن البحرين ثم في بادية البحرين وسط عربها ثم في الاحساء بين احياء بني تميم وبني سعد وفي هذا المحيط العربي قامت سلطة هذه الثورة ودولتها وحدثت الحروب بينها وبين جيوش الدولة العباسية، ويصف الطبري سلطة علي ابن محمد في هذا المحيط العربي فيقول لقد أحله اهل البحرين من أنفسهم محل النبي حتى جبي له الخراج هناك ونفذ حكمه بينهم وقاتلوا أسباب السلطان بسببه، وفي وقعة الردم في البحرين أحرز العباسيون انتصارا مؤثرا على الثورة فأنسحب علي ابن محمد إلى البصرة ونزل هناك بين عرب بني ضبيعه من نزار ابن معن ابن عدنان فدعاهم للثورة فتبعوه وكان عدد منهم من قادة ثورته وجيشه.

ولما طردته الدولة والقت القبض على أغلب انصاره ووضعتهم في السجون مع ابنه الأكبر وابنته وزوجته غادر على ابن محمد إلى بغداد متخفيا واقام بها عاما كاملا دون أن يشعر به أحد، وفي سنة مائتين وخمس وخمسين للهجرة حدثت في البصرة فتنة بين طائفتين من جندها الجند البلاليه والجند السعديه واسفرت هذه الفتنه عن اضطراب عارم وغياب للنظام تمخض عنها كسر السجون وأطلق سراح المعتقلين ومنهم اهل وانصار على ابن محمد فغادر بغداد ووصل إلى ضواحي البصرة ليواصل ثورته من جديد متطلعا لتجاوز اخفاقاته السابقة وهنا بدأ أول انعطاف للثوره نحو الزنج أي بعد قرابة سبع سنوات من اندلاعها، وكانت البصرة أهم المدن في جنوب العراق وكان جنوب العراق مشحون بالرقيق والعمال الفقراء الذين يعملون في مجاري المياه ومصابها ويقومون بكسح السباخ والأملاح وذلك تنقية للأرض وتطهيرا لها كي تصبح صالحة للزراعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى