مقال

الدكروري يكتب عن الأحكام الفقهية للصيام ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الأحكام الفقهية للصيام ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن صوم رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مطيقا للصوم، وقد يكون الصوم مستحبا كصوم النافلة المطلقة كصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، ويوم عرفة لغير الحاج، وعاشوراء، وقد يكون محرما كصيام العيدين ويوم الشك، ومنه ما يكون مكروهاً كإفراد يوم الجمعة ويوم السبت بالصيام، وصوم يوم عرفة للحاج، ولكن ما هي حكمة مشروعية الصيام؟ فإن الصوم مدرسة ربانية يتعلم المؤمن منها الكثير ويتدرب على خصال الخير التى قد يحتاجها في حياته منها الصبر، فهو شهر الصبر، فقال تعالى فى سورة الزمر ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” وكما أن الصوم يعلم الأمانة ومراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، إذ لا رقيب على الصائم فى امتناعه عن الطيبات إلا الله وحده، والصوم يقوى الإرادة ويشحذ العزيمة وينمى الرحمة والتراحم بين عباد الله.

فهو جهاد للنفس وكبح للشهوة وصفاء للروح وتنمية للخير لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل حسنة يعملها ابن آدم بعشرة أمثالها إلى سبعمئة حسنة، أو إلى سبعمئة ضعف، يقول الله عز وجل الصوم لى وأنا أجزي به، يذر الصائم الطعام والشراب وشهوته من أجلي، والصوم لي وأن أجزي به، والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يريد أن يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك” رواه البزار، ولكن ما هى أركان الصوم ؟ فإن أركان الصوم اثنان هما النية، والامتناع عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وأما عن ما حكم نية الصوم؟ وأين محلها، ومتى وقتها؟ فإن النية فى العبادات ركن فلا بد منها ولا تصح العبادة بدونها، ومحلها القلب والنطق باللسان مستحب لتذكير اللسان القلب.

ومعناها أن يكون عازما على ترك المفطرات في نهار اليوم القادم بقصد العبادة طاعة لله تعالى، وهذا المعنى حاصل لدى كل مسلم في كل ليلة من رمضان، فلا داعي للوسوسة، ولو قال نويت صوم غدا لله تعالى فقد قطع الوسوسة، ووقتها مِن بعد غروب الشمس إلى ما قبل طلوع الفجر، ولكن هل تجب النية فى الصوم لكل يوم أم تكفى النية عن كل شهر؟ وهو أنه تجب النية لكل يوم من أيام رمضان لأن كل يوم عبادة مستقلة عن اليوم الآخر، ويجب أن تكون النية هذه فى الليل قبل طلوع الفجر، لقول النبى صلى الله عليه وسلم “من لم يُبيّت الصيام من الليل فلا صيام له” رواه النسائى، وفي رواية أبي داود والترمذى ” من لم يجمّع الصيام قبل الفجر فلا صيام له ” و من استيقظ وتسحر فقد نوى، وكذا من كان عازما في فترة من الليل على صيام اليوم التالى، ولكن ما حكم الأكل والشرب فى الليل بعد النية؟

وهل يلزمه تجديد النية؟ وهو أنه لا يضر الأكل والشرب في الليل ولو بعد النية، ولا يلزمه تجديد النية بعد الأكل والشرب، وأيضا هل يجب الصوم على الصبي البالغ تسع سنوات؟ وهو لا يجب الصوم على الصبى حتى يبلغ إما بالعلامات المعروفة، وأشهرها الاحتلام للذكر والأنثى والحيض للأنثى، أو ببلوغه خمسة عشر عاما قمرية، ويجب على الولى أن يأمر أبناءه الصغار بالصوم متى بلغوا سن التمييز، وهو السابعة من العمر إن كانوا قادرين على ذلك، ولكن متى يؤمر الطفل بالصوم؟ فإنه يؤمر وهو ابن سبع سنين قياسا على الصلاة، ويرغّب في ذلك ولا يجبر، وهل يشترط تبييت النية للصبى المميز إذا أراد الصوم؟ وهو إذا أراد الصبى المميز أن يصوم في رمضان فعليه أن ينوى من الليل لأن هذا شرط أداء هذه الفريضة وإن لم تكن واجبة عليه؟

وهل إذا أكل شاكا فى طلوع الفجر ثم تبيّن عدم طلوع الفجر هل يصح صيامه؟ فإنه من فعل هذا لم يفطر وصيامه صحيح لأنه ثبت لديه أنه أكل ليلا، وكذا لو أكل شاكا ولم يتبين له الأمر فلم يدر هل أكل قبل الفجر أو بعده لأن القاعدة الشرعية تنص على أن اليقين لا يزول بالشك، فاليقين وجود الليل، والشك حصل فى طلوع النهار فيبني على اليقين ويطرح الشك، وأما عن ما حكم من أكل أو شرب ظانا بقاء الليل ثم تبين طلوع الفجر؟ فإنه من أكل أو شرب ظانا بقاء الليل ثم تبين طلوع الفجر يجب عليه إمساك بقية اليوم احتراما للشهر الكريم، ويجب عليه قضاء ذلك اليوم بعد رمضان، وأما عن ما حكم من أكل أو شرب ظانا غروب الشمس ثم تبين له أن الشمس لم تغرب بعد؟ فإنه من أكل أو شرب ظانا غروب الشمس ثم تبين له أن الشمس لم تغرب بعد بطل صومه وعليه القضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى