مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الألباني ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الألباني ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام الألباني، وكان يحضر دروسه طلبة وأساتذة الجامعة، كما بدأ ينظم رحلات شهرية للدعوة في مختلف مدن سوريا والأردن، وحصل على إجازة من محمد راغب الطباخ لتدريس أحد كتب علم الحديث، كما اختارته الجامعة الإسلامية في المدينة لتدريس علوم الحديث لثلاث سنوات من عام ألف وثلاثمائة وواحد وثمانين حتي ثلاثة وثمانية للهجرة، وبعدها عاد إلى دمشق لاستكمال دراسته للحديث وعمله في المكتبة الظاهرية، إذ ترك محله لأحد أخوته، وكان أول عمل حديثي قام به الألباني هو نسخ كتاب المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار” للحافظ العراقي رحمه الله مع التعليق عليه، وكان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث وعلومه شغله الشاغل، فأصبح معروفا بذلك في الأوساط العلمية بدمشق.

حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف والتصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل والفقه المقارن كتاب تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد، وهو مطبوع مرارا، ومن أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضا كتاب الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير، و لا يزال مخطوطا، وكان أهم معلم وشيخ للألباني هو والده لكن وممن درس عليهم في صغره أيضا صديق والده محمد سعيد البرهاني حيث درس عليه كتاب مراقي الفلاح في الفقه الحنفي وكتاب شذور الذهب في النحو، وبعض كتب البلاغة المعاصرة، وكان يحضر دروس محمد بهجة البيطار.

وهو عالم الشام مع بعض أساتذة المجمع بدمشق، وفي أوائل عام ألف وتسعمائة وستون ميلادي كان الألباني مراقبا من قبل الحكومة في سوريا، مع العلم أنه كان بعيدا عن السياسة، وقد سبب ذلك نوعا من الإعاقة له، فقد تعرض للاعتقال مرتين الأولى كانت قبل عام ألف وتسعمائة وسبعة وستون ميلادي، حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها ابن تيمية وعندما قامت الحرب في نفس العام رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين، فأفرج عنه، لكن بعدما اشتدت الحرب أعيد الألباني إلى المعتقل مرة ثانية، ولكن هذه المرة في سجن الحسكة شمال شرق سوريا، وقد قضى فيه ثمانية أشهر، وخلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري واجتمع مع شخصيات كثيرة في المعتقل إلى أن استقبلته الأردن.

وكان الألباني معروف برحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفه، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخرا، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه، وكان للألباني أعمال وخدمات عديدة منها أنه كان يحضر ندوات محمد بهجت البيطار مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي، إذ كانوا يقرؤن الحماسة لأبي تمام، وكما اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام ألف وتسعمائة وخمس وخمسون ميلادي، واختير عضوا في لجنة الحديث.

التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر وسوريا، للإشراف على نشر كتب السنة وتحقيقها، وكما طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس في الهند، أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل والأولاد بسبب الحرب بين الهند وباكستان آنذاك، وطلب إليه حسن بن عبد الله آل الشيخ وزير المعارف في المملكة العربية السعودية عام ألف وثلاثمائة وثماني وثمانين هجري، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك، كما اختير عضوا للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ثلاث سنوات من عام ألف وثلاثمائة وخمس وتسعين ألي ثماني وتسعين هجرية، وكما قدمت له دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في إسبانيا، وألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى