مقال

الدكروري يكتب عن الإمام محمد الغزالي ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام محمد الغزالي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام محمد الغزالي، وكما أنه هناك كتب ألفت في الرد عليه، منها سمط اللآلي في الرد على الشيخ محمد الغزالي، للشيخ أبو إسحاق الحويني، وجناية الشيخ محمد الغزالي على الحديث وأهله، لأشرف عبد المقصود، والمعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية، لصالح آل الشيخ، ومناقشة هادئة للغزالي، لسلمان العودة، وإعانة المتعالي لرد كيد الغزالي لعبد الكريم الحميد، وكشف موقف الغزالي من السنة وأهلها ونقد بعض آرائه لربيع المدخلي، ومن مؤلفاته الكثيرة هي، السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث، وعقيدة المسلم، وفقه السيرة، وكيف تفهم الإسلام، وهموم داعية، وسر تأخر العرب والمسلمين، ودستور الوحدة الثقافية بين المسلمين، وخلق المسلم، ومعركة المصحف، ومشكلات في طريق الحياة الإسلامية، والإسلام المفترى عليه.

 

والإسلام والمناهج الإشتراكية، والإسلام، والأوضاع الإقتصادية، والإسلام والإستبداد السياسي، والإسلام والطاقات المعطلة، والإستعمار أحقاد وأطماع، وفي موكب الدعوة، والتعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام، وحقيقة القومية العربية، ومع الله، والحق المر، وقذائف الحق، وكفاح دين، ومن هنا نعلم، ونظرات في القرآن، وصيحة التحذير من دعاة التنصير، وجدد حياتك، والدعوة الإسلامية، والطريق من هنا، والفساد السياسي، وجدد حياتك، والمحاور الخمسة للقرآن الكريم، والمرأة في الإسلام، وتأملات في الدين والحياة، وتراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل، وحصاد الغرور، وفن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء، وكيف نتعامل مع القرآن، وظلام من الغرب، والأسرة المسلمة وتحديات العصر، وقضايا المرأة، والرضاعة الثقافية للطفل المسلم.

 

والكثير من الأعمال الهامة حيث بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين عملا، وكان لها تأثير قوي على الأمة الإسلامية كلها، ولكن كيف توضحت عقيدة الغزالي من خلال كتاباته؟ بالقدر حيث يرى محمد الغزالي أن وقوع الإنسان في الخطأ مع تحاشيه ذلك هو من القدر المحتوم عليه، وأنه مهما حاول أن يخرج من دائرة الخطأ فإنه لن يستطيع مناطحة تيار الحياة، ويذكر بالاستناد إلى قول أحد الأطباء أن الإنسان يخرج من رشده إلى الغيبوبة حال غضبه الشديد فيكون غير مدرك للأخطاء التي يرتكبها، مثل ارتكابه لجريمة القتل وهو في حالة الغيبوبة الفكرية على سبيل المثال، ويضيف إلى ذلك أن الله تعالى قد قدر الخطأ على الإنسان ليخرج من دائرة تقديم الطاعات إلى دائرة انتظار العفو والمغفرة، ويطوّع بعض الأحاديث النبوية لذلك مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

“لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم” وأيضا بتكرار الخطايا حيث يذكر الإمام محمد الغزالي في كتابه عقيدة المسلم أن المؤمن وهو في طريقه إلى الله لا بد من وقوعه في الخطايا والذنوب، فذلك ككبوة الجواد التي ما يلبث أن يقف منها فيستغفر الله ويؤوب ويعود إلى ما كان عليه، ويستشهد بالكثير من الأحاديث النبوية التي تذكر بمغفرة الله وأن الله يتوب على عباده جميعا حال عودتهم وإنابتهم إليه، ولكنه يُعقب على ذلك أن ليس كل الخطايا سواء وليس جميع المخطئين كذلك سواء، فتكرار المعاصي والجرائم في قوله قد يؤدي إلى إزهاق الإيمان في قلب المسلم حال عدم إنابته إلى ربه، وقد تؤدي كثرة الزلات وارتكاب الدنايا إلى الوصول للكفر إذ بقاء الإيمان وانتهاؤه في القلب مرهون بكثرة الذنوب التي ترتكب، والدنايا التي تفعل، وأيضا التوسل.

 

حيث ذكر الإمام الغزالي في كتابه عقيدة المسلم أن من شأن العامة هو التوسل إلى الله تعالى بالأنبياء والصالحين وذوي الأعمال الصالحة، ظنا منهم أن الله تعالي لن يستجيب لهم مع حملهم لتلك الخطايا والذنوب، فلا بد هنا من وساطة تجعلهم أقرب إلى الله جل في علاه، ولكن كل ذلك لا أصل له من الصحة بحسب ما يرى الغزالي إذ إن إبليس دعا ربه أن يمهله حتى يوم القيامة مع أنه المطرود من رحمة الله ولكن الله تعالى قد أجابه، فكيف لمسلم يرجو المغفرة والخير من الأمور ألا يستجيب الله له، وما هذه المغالطة إلا طريقا يوصل المسلم إلى الهاوية ولو ظن المسلم أنه مرفوض من الله فالوساطة لن تغير من تلك الحقيقة التي يظنها شيئا إذ إن الله تعالى قد رفض استغفار النبي صلى الله عليه وسلم وهو حي لعبد الله بن أبي بن سلول، والجدير بالمسلم أن يتسلح بالصدق واليقين والإخلاص لله في دعائه لا الالتجاء إلى ما لا يفيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى