مقال

الدكروري يكتب عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام محمد بن الحسن الشيباني هو عالم مسلم، فقيه ومحدث ولغوي، وهو صاحب الإمام أبي حنيفة النعمان، وناشر مذهبه، ويلقب بصاحب أبي حنيفة، وفقيه العراق، ولد بواسط سنه مائة وواحد وثلاثين من الهجرة، ونشأ بالكوفة، وأخذ عن الإمام أبي حنيفة بعض الفقه، وتمم الفقه على القاضي أبي يوسف، وأخذ عن سفيان الثوري والأوزاعي، ورحل إلى الإمام مالك بن أنس في المدينة، وتولى القضاء زمن هارون الرشيد، وانتهت إليه رياسة الفقه بالعراق بعد أبي يوسف، وهو أبو القانون بالنسبة للمسلمين حيث كان عالم دين إسلامي، وأحد تلامذة أبي حنيفة النعمان الذي يُنسب إليه المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي، كما كان أحد تلامذة مالك بن أنس وأبي يوسف، وهو الإمام محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني ولاء، الحرستاني أصلا، الواسطي ولادة، الكوفي نشأة وإقامة.

 

الحنفي مذهبا، وذكر العلامة النسفي أنه محمد بن الحسن بن طاوس بن هرمز من ملوك بني شيبان، وقيل هو محمد بن الحسن بن عبيد الله بن مروان، والقول الأول في نسبه هو الصحيح وعليه أطبقت كلمات المؤرخون القدامى والمحدثون ممن ترجموا له، خاصة في المصادر الأساسية، ونسبته إلى قبيلة بني شيبان العربية وهي نسبة ولاء، لأنه مولى لبني شيبان، وهذا مذهب جمهور أهل العلم، وذكر عبد القاهر البغدادي في كتابه التحصيل في أصول الفقه، وكما ذكر الإمام السيوطي في جزيل المواهب، أن الإمام محمد بن الحسن شيباني نسبا لا ولاء، والحرستاني نسبة إلى حرستا، وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق، وينسب إليها الإمام محمد لأنها الموطن الأصلي لأسرته، ونص على هذا جمهور المؤرخين وبخاصة أصحاب الطبقات وكتب الأنساب، ونص بعض المؤرخين.

 

مثل ابن سعد، والطبري على أن أسرة الإمام محمد أصلها من أرض الجزيرة، وأن والده قدم إلى بلاد الشام فأقام في قرية حرستا أثناء عمله في جند أهل الشام، ثم انتقل إلى واسط في العراق حيث كانت ولادة الإمام محمد، وقال بعضهم أن أصله من قرية قرب الرملة بفلسطين، وقال القاضي أبو خازم الإمام محمد بن الحسن، أصله من قرية بين فلسطين والرملة أعرفها وأعرف قوما من أهلها ثم انتقلوا إلى الكوفة، والكوفي نسبة إلى مدينة الكوفة من مدن العراق، حيث كانت بها نشأة الإمام محمد باتفاق المؤرخين قاطبة، والحنفي نسبة إلى مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان في الفقه الأسلامي، والده هو الحسن بن فرقد الشيباني الحرستاني، وهو من أهل قرية حرستا في غوطة دمشق، وكان من جند أهل الشام، وكان ذا ثراء، وانتقل إلى العراق في آخر عهد بني أمية.

 

وأقام بمدينة واسط مدة فولد له فيها ابنه محمد، فحمله إلى الكوفة فنشأ بها الإمام محمد وطلب العلم والحديث فيها، واتفق المؤرخون على أن الإمام محمد ولد بمدينة واسط بالعراق، وأن أسرته أنتقلت إلى هذه المدينة قبل مولده، إلا أنهم أختلفوا في تاريخ ميلاده، فيرى معظم المؤرخين أن الإمام محمد ولد سنة مائة واثنين وثلاثين من الهجرة، وهو العام الذي شهد نهاية دولة الأمويين وقيام دولة العباسيين، وقد رجح محمد زاهد الكوثري في كتابه بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني هذا الرأي فقال وهو الصحيح في ميلاده وعليه أطبقت كلمات من ورخه من الأقدمين، ويرى بعض المؤرخين أن الإمام محمد ولد سنة مائة وواحد وثلاثين من الهجرة، ويرى آخرون أنه ولد سنة مائة وثلاث وثلاثين من الهجرة، وهناك من يرى أنه ولد سنة مائة وخمس وثلاثين من الهجرة.

 

إلا أن هذا القول الأخير مجانب للصواب، حيث قال الكوثري وأما ما حكاه ابن عبد البر في كتابه الانتقاء، ونقله ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان، من أنه ولد سنة خمس وثلاثين ومائة فسهو محض، لأن الروايات تدل عى أن الإمام محمد تتلمذ على يد الإمام أبي حنيفة النعمان المتوفي سنة مائة وخمسون من الهجرة، أكثر من عام، كما جاء في طبقات الفقهاء للشيرازي، ووفيات الأعيان لابن خلكان أن الإمام محمد حضر مجلس أبي حنيفة سنتين، وجاء في كتاب مناقب الإمام الأعظم للكردري أن الإمام محمد قال حملني أبي إلى الإمام وأنا ابن أربع عشرة سنة، وقال ايضا عادني الإمام وأنا ابن سبع عشرة سنة، وبسبب اختلاف الروايات حول تاريخ مولد الإمام محمد بن الحسن اكتفى بروكلمان بقوله أنه ولد بين سنتي مائة واثنين وثلاثين من الهجرة، ومائة وخمس وثلاثين من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى