مقال

الدكروري يكتب عن شهر الإنتصارات والفتوحات ” جزء 12″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن شهر الإنتصارات والفتوحات ” جزء 12″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني عشر مع شهر الإنتصارات والفتوحات، لكن اعمل على حضور ذهنك وقلبك أثناء قراءتها، لتفهم معانيها وتذوق حلاوة الإيمان، واحذر من التسويف ومن ضعف الإرادة، فكل ما عليك هو البدء والتصميم على الوصول، وتذكر أنها أيام معدودات، وأحسن اختيار الأشخاص الذين تخبرهم بأهدافك، وتجنب الفاسدين أو المثبطين والكسالى، فيمكنك الانتصار على نفسك فى رمضان من خلال العودة إلى الله، والمحافظة على الأذكار، وضع خطة زمنية للعبادات، والتخلص من العادات السيئة واستبدالها بأخرى جيدة والتعاهد مع صديق صالح يعنيك على الخير، وهكذا رمضان هو شهر الفتوحات الإسلامية، فهو شهر لقوة الإيمانِ وعزة المسلمين، وشهر للقوة والنشاط، وليس للتكاسل والخمول، ومن أشهر المعارك والفتوح الرمضانية هى غزوة بدر الكبرى.

 

وكانت في السنة الثانية من الهجرة بين النبي صلى الله عليه وسلم ومشركى مكة، وقد سمّى الله ذلك اليوم يوم الفرقان لأنه سبحانه فرّق بين الحق والباطل بنصر رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وخذل الكفار المشركين، وأما عن غزوة فتح مكة، فكانت في السنة الثامنة لهجرة النبى صلى الله عليه وسلم وقد خرج النبى صلى الله عليه وسلم فى رمضان ومعه عشرة آلاف من الصحابة رضي الله عنهم فافتتح مكة، ودخلها فطاف بالبيت الحرام، ثم حطم ثلاثمائة وستين صنما حول الكعبة، ثم دخل الكعبة فصلى فيها ركعتين، وكبّر فى نواحى البيت، وخطب من الغد في الناس خطبة عظيمة، وبايعه أهل مكة رجالا ونساء على الإسلام، وأصبحت مكة دار إسلام وإيمان، وأقام بها النبى صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يوما يجدد معالم الدين، ويرشد الناس إلى الإسلام، ويبث سراياه حول مكة للدعوة إلى الإسلام وتحطيم الأوثان.

 

وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة الفتح في رمضان” رواه البخارى، وفى رواية للبخارى ومسلم أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم خرج فى رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف مسلم، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة، فسار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد، وهو ماء بين عسفان وقديد أفطر وأفطروا حتى دخل مكة، وقال أبو سعيد الخدرى رضي الله عنه سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام، فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم” فكانت رخصة فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخَر فقال “إنكم مُصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم فأفطروا” وكانت عزمة، فأفطرنا” رواه مسلم.

 

وفى رمضان من السنة الخامسة كان استعداد المسلمين لغزوة الأحزاب وحفر الخندق، وأما المعركة فقد وقعت في شوال من العام نفسه، وفى رمضان وقعت بعض أحداث غزوة تبوك فى السنة التاسعة من الهجرة، وفى رمضان من السنة الثامنة للهجرة بعث النبى صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضى الله عنه لهدم بيت العُزى، وبعث عمرو بن العاص رضى الله عنه لهدم سواع، وبعث سعد بن زيد الأشهلى رضي الله عنه لهدم مناة، وفى رمضان من السنة التاسعة بعث النبى صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة لهدمِ اللات الذى كانت تعبده ثقيف، وفى رمضان كانت معركة البُويب بين المسلمين والمجوس، بقيادة المثنى بن حارثة رضي الله عنه سنة ثلاث عشرة للهجرة، فى خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه وقد عزم المثنى على المسلمين بالفطر فأفطروا عن آخرهم.

 

وكان النصر فيها عظيما، وكانت نظير معركة اليرموك بالشام، وكانت معركة القادسية فى رمضان وهى المعركة الفاصلة بين المسلمين والفرس في رمضان من السنة الرابعة عشرة للهِجرة، بقيادة سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وقد عانى المسلمون فى هذه المعركة من الفيلة، ونفرت منها الخيل، ولكن أبطال الإسلام شدوا عليها وقلعوا عيونها برماحهم وخراطيمها بسيوفهم، فولت هاربة تدك أصحابها، وانتصر المسلمون انتصارا عظيما، وفى رمضان كان فتح الأندلس، وكان فى رمضان سنة اثنتين وتسعين للهِجرة، بقيادة طارق بن زياد ومعه اثنا عشر ألف جندي عامّتهم من المسلمين البربر، فهزموا الجيش القوطى، وكان زهاء أربعين ألف جندى وقتلوا ملكهم، وكانت بداية الفتح الإسلامى للأندلس، وفى رمضان كانت معركة بلاط الشهداء وهو سهل قريب من مدينة بُواتييه الفرنسية قرب باريس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى