مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن أبي الزناد ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن أبي الزناد ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام إبن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان أبو عبد الرحمن المدني، المعروف بأبي الزناد، هو تابعي وفقيه المدينة، وأحد رواة الحديث النبوي الشريف وهو من الثقات، روى له الجماعة، وهو عبد الله بن ذكوان، وكنيته أبو عبد الرحمن القرشي المدني، ويلقب بأبي الزناد، وأبوه مولى رملة بنت شيبة زوجة الخليفة عثمان بن عفان، وقيل مولى عائشة بنت عثمان بن عفان، وقيل مولى آل عثمان، وقيل إن أباه ذكوان كان أخا أبي لؤلؤة قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وولد الإمام إبن أبي الزناد سنة خمس وستين من الهجرة الموافق ستمائة وخمس وثمانين ميلادي، في حياة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ورأي أنس بن مالك وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وتتلمذ على أيدي كبار التابعين، وأصبح ابن ذكوان من أبرز وأشهر علماء عصره، وكان أكثرهم دراية بعلم الحديث، وله حلقة علمية في المسجد النبوي.

 

كان سفيان الثوري يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث، وكان من شيوخه الفقهاء السبعة، فكان يقول حدثني السبعة ويقصد بهم سعيد بن المسيّب، وعُروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والقاسم بن محمد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، وكان فقيه المدينة، وكان له مجلس يفتي ويُحدث فيه، وكان أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة يراه أفقه من ربيعة الرأي، وكان أبو الزناد يحضر كثيرا عند عمر بن عبد العزيز، وكان يقول كان الفقهاء بالمدينة يأتون عمر بن عبد العزيز خلا سعيد بن المسيب، فإن عمر بن عبد العزيز كان يرضى أن يكون بينهما رسول، وأنا كنت الرسول بينهما، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري كان ابن ذكوان فقيه أهل المدينة، وكان صاحب كتاب وحساب، وكان كاتبا لخالد بن عبدالملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة.

 

وقدم على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة، فجالس هشاما مع ابن شهاب، فسأل هشام ابن شهاب في أي شهر كان يخرج عثمان العطاء لأهل المدينة؟ قال لا أدري، قال ابن ذكوان فسألني هشام، فقلت المحرم، قال هشام لابن شهاب يا أبا بكر، هذا علم أفدته اليوم، قال ابن شهاب مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد فيه العلم، وقد تولى أبا الزناد خراج العراق في زمن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز مع عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فقدم الكوفة، وكان حمّاد بن أبي سليمان صديقا لأبي الزناد وكان يأتيه ويحادثه، وقال محمد بن سعد البغدادي عنه كان ثقة كثير الحديث، فصيحا بصيرا بالعربية عالما عاقلا وقد ولي خراج المدينة المنورة، وقال عنه علي بن المديني لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن ذكوان.

 

وقال عبد ربه بن سعيد الأنصاري، رأيت ابن ذكوان دخل مسجد النبي صلي الله عليه وسلم ومعه من الأتباع مثل ما مع السلطان، فمن سائل عن فريضة ومن سائل عن الحساب، ومن سائل عن الشعر، ومن سائل عن الحديث، ومن سائل عن معضلة، وقال عنه أبو حاتم الرازي هو ثقة فقيه صالح الحديث، صاحب سنة، وهو ممن تقوم به الحجة إذا روى عنه الثقات، وقال العجلي عنه هو تابعي ثقة، سمع من أنس، وقال أحمد بن حنبل عنه هو فوق العلاء بن عبد الرحمن، وفوق سهيل بن أَبي صالح، وفوق محمد بن عمرو، وقال عنه يحيى بن معين هو ثقة حجة، ووثقه محمد بن سعد البغدادي، وقال البزار هو ثقة حجة، وقال ابن عدي أحاديثه مستقيمة كلها، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال كان فقيها صاحب كتاب وقال ابن حجر قال النسائي والعجلي، والساجي، وأبو جعفر الطبري كان ثقة.

 

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال لا يسمع قول ربيعة فيه، فإنه كان بينهما عداوة ظاهرة وقد أكثر عنه مالك وقيل كان لا يرضاه، ولم يصح ذا وقال علي بن المديني لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي الزناد، وبكير بن الأشج، وقال البخاري عنه أصح الأسانيد كلها مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وأصح أسانيد أبي هريرة هو أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وحدث عن أنس بن مالك وأبي أمامة بن سهل وأبان بن عثمان وعروة وابن المسيب وخارجة بن زيد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعبيد بن حنين وعلي بن الحسين وأبي سلمة بن عبد الرحمن والقاسم بن محمد وعبد الرحمن الأعرج، وهو مكثر عنه، ثبت فيه وعائشة بنت سعد، ومرقع بن صيفي ومجالد بن عوف ومحمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي والشعبي وسليمان بن عبد الرحمن وعدة.

 

وقيل أنه شهد مع عبد الله بن جعفر الهاشمي جنازة، وأرسل عن ابن عمر، وكان من علماء الإسلام ، ومن أئمة الاجتهاد، وحدث عنه ابن عبد الرحمن وموسى بن عقبة وابن أبي مليكة مع تقدمه، وصالح بن كيسان وهشام بن عروة، وعبد الوهاب بن بخت ومحمد بن عبد الله بن حسن، وعبيد الله بن عمر، وابن عجلان، وابن إسحاق ومالك والليث وورقاء بن عمر، وسفيان الثوري وزائدة وشعيب بن أبي حمزة والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي وسعيد بن أبي هلال وسفيان بن عيينة، وخلق سواهم، وقد وثقه الإمام أحمد وابن معين، وقال حرب بن إسماعيل عن أحمد بن حنبل قال كان سفيان يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث، قال أحمد هو فوق العلاء بن عبد الرحمن وفوق سهيل ومحمد بن عمرو، وقال أبو زرعة الدمشقي، أخبرني أحمد بن حنبل أن أبا الزناد أعلم من ربيعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى