مقال

الدكروري يكتب عن ليلة القدر ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ليلة القدر ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الرابع مع ليلة القدر، ويرجع اختلافهم في معرفة الموعد الصحيح لليلة القدر نظرا لتعدد الأحاديث الواردة في ذلك، وأخفى الله تعالى موعد ليلة القدر لكى يجتهد الناس في العبادة، فعلى المسلم أن يتحرى موعد ليلة القدر في الأيام الفردية الوترية من العشر الأواخر من رمضان، وكشف الإعجاز العددى في القرآن أن ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين من رمضان وقال ذلك ابن عباس رضي الله عنهما أنه وفقا لما جاء فى كتاب الله والسنة النبوية الشريفة لا توجد ليلة محدد لليلة القدر، وإنما الوارد والصحيح تحريها في الأيام الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لما جاء في حديث السيدة عائشة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر” وقال ابن عباس رضي الله عنهما أن ليلة القدر توافق ليلة السابع والعشرين من رمضان، مؤكدا رأيه بالأدلة العددية.

 

التي وردت في سورة القدر، التي منها أن قوله تعالى ” سلام هى” فالضمير ” هى” هو الكلمة السابعة والعشرون من السورة، وكلمات سورة القدر ثلاثون كلمة، والسابعة والعشرون” سلام هى” ولكن أين قال ابن عباس هذا الكلام؟ فقد سأل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الصحابة رضي الله عنهم، والصحابة مختلفون في ليلة القدر متى هي؟ فكل واحد ذكر له شيئا فسأل ابن عباس وقال له لماذا لا تتكلم؟ فقال له إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت، فأمره أن يتكلم، فقال السبع بناء على أي شيء قال ذلك ابن عباس؟ قال رأيت الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرضين سبعا، وخلق الإنسان من سبع، وبرز نبات الأرض من سبع، فسأله عمر بن الخطاب عن بعض تفصيل هذا ووافقه عليه، وكان من آراء العلماء في كلام ابن عباس رضى الله عنهما، أنه ذكر بعض المفسرين ومنهم ابن حجر العسقلاني.

 

أن الإعجاز العددى لآيات القرآن الكريم، يعد محاولة لاستنتاج قضايا إعجازية من الأرقام، إما على سبيل التوافق وإما بعمليات حسابية أو بما يسمى حساب الجُمّل الذي يذكر في الحروف المقطعة، وأضاف المفسرون أنه يتم الاستنتاج من رقم السورة والآية والجزء وعدد الكلمات والحروف والآيات، ومن أرقام صرح القرآن بها، منوهين إلى أن هناك ما يدل على أن العلماء قديما استندوا إلى الإعجاز العددى، وأشار المفسرون إلى أن كلام ابن عباس رضي الله عنهما، كان محاولة للاستنباط من قبل ابن عباس رضي الله عنه، فى معرفة ليلة القدر مستأنسا بذكر العدد سبعة في قضايا متعددة في القرآن، ومن أقوى الأقوال في ليلة القدر أنها ليلة السابع والعشرين، وهكذا فإن في العشر الأواخر من رمضان يستعد المسلمون لتحرى ليلة القدر، لينالوا من فضلها وبركتها، ويسعدوا بمغفرة الله فيها.

 

فإن الله اصطفى صفايا من خلقه، فاصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا، واصطفى من الكلام ذكره، ومن الأرض المساجد، واصطفي من الشهور شهر رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفي من الليالى ليلة القدر، فقد منّ الله تبارك وتعالى على أمّة محمد صلى الله عليه وسلم بأَنِ اختصها بتلك الليلة المباركة التي هي خير ليالى العام على الإطلاق، والتي نزل فيها القرآن الكريم، وقد جعل الله عز وجل العبادة فيها خيرا من عبادة ألف شهر، وإن فضائل ليلة القدر كثيرة وعظيمة، من حُرم خيرها فهو المحروم حقا، ومن وفقه الله عز وجل لقيامها فهو الفائز السعيد، ومن فضائل ليلة القدر أنها ليلة مباركة نزل فيها القرآن الكريم، على النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن قيام ليلها سبب لغفران الذنوب ومن حرمها فقد حُرم فعن أنس بن مالك قال دخل رمضان.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرمها، فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم” ابن ماجه، ويقبل الله التوبةَ فيها من كل تائب، وتفتح فيها أبواب السماء، وهي من غروب الشمس إلى طلوعها، ولفت المفسرون إلى أن الإمام ابن رجب الحنبلي بين فى كتابه لطائف المعارف أن طائفة من المتأخرين، وقيل ليسوا السلف بل من المتأخرين، استنبطوا من القرآن أنها ليلة سبعة وعشرين من موضعين من القرآن، الأول قالوا تكرر ذكر ليلة القدر في ثلاثة مواضع في القرآن، وليلة القدر حروفها تسعة، والتسعة إذا ضربت في الثلاثة مواضع التي تكررت فيها فهي سبع وعشرون، والثاني أن الله قال فيها ” سلام هى ” فيقولون كلمة ” هى” هى الكلمة السابعة والعشرون من السورة، يقولون الكلمات ثلاثون كلمة السابعة والعشرون” سلام هى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى