مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الفركاح

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الفركاح

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام الفركاح، هو عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري فقيه الشام وهو الفركاح الملقب بتاج الدين، أبو محمد، وكان فقيه أهل الشام في عصره وهو أحد أولئك الصالحين الذي شهد له جماعة من العلماء الثقات بحسن السيرة إنه الشيخ الجليل الذي يدعونا لاستخلاص الحكمة والعظة من صفحات ترجمته؟ إنه الإمام عبد الرحمن الفزاري الملقب بالفركاح، وهو مصري الأصل، وسكن دمشق وتوفي ودُفن فيها، وتم تلقيبة بالفركاح بسبب حنف في رجليه، أي اعوجاج، وهو الإمام العلامة، الفقيه الشافعي، الأديب الشاعر المؤرخ المفسر المُحدّث، عبدالرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضياء الدين الفزاري، البدري، المصري الأصل، الدمشقي، مُفتي الإسلام، فقيه الشام، وولد الإمام الفركاح سنة ستمائة وواحد وعشرين من الهجرة في دمشق مدينة العلم والعلماء.

 

التي امتدحها النبي الكريم صلي الله عليه وسلم بأحاديث كثيرة تخبر عن مكانتها الدينية والعلمية الهامة، ففيها ستعلن غلبة الحق على الباطل على يدي نبي الله عيسى عليه السلام بعد نزوله عند المنارة البيضاء، وفي دمشق تجد سير الأعلام والأولياء والأصفياء الكثيرة ممن تحّلوا بالخُلق والسلوك النبوي بأفعالهم قبل أقوالهم، ليكونوا ممن يباهي بهم سيد الخلق إن شاء الله، وقد قدم الإمام الفركاح دمشق وعاش وتوفي ودُفن فيها، وسمع من علمائها واستفاد من علمهم، ودرّس وناظر وألف كتباً، وإليه انتهت رئاسة المذهب الشافعي، ثم لولده برهان الدين إبراهيم، رحمهم الله جميعا، وتفقه الإمام الفركاح على يد شيخ الإسلام العز بن عبدالسلام، فروى صحيح البخاري عن الزبيدي، وسمع من ابن الصلاح، وحدّث عنه جماعة، وبلغ رتبة الاجتهاد وتخرج به جماعة من القضاة والمُفتين.

 

وكتب كتبا متنوعة تدل على تبحّره في العلم، كما كان حسن الأخلاق والآداب، كثير الانشغال بالعلم مُحببا إلى الناس، لطيف الطباع، فكان له من المصنفات شرح التنبيه للشيرازي، وشرح ورقات الإمام الحرمين في أصول الفقه، وله على الوجيز مجلدات، وهكذا كان أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن سباع، برهان الدين الفزاري فقيه شافعي وأصولي، من أهالي دمشق ولادة ومنشأ ووفاة، وأصله من مصر، وهو من بيت علم، أخذ عن والده القاضي عبد الرحمن الفركاح، وعن عمه، وساد أقرانه، وكان متقدما في الفقه ومشاركا في الأصول والعربية والنحو والحديث، خلف والده بالمدرسة البادرائية، ثم اشتغل بالتدريس في الجامع الأموي، وباشر فيه الخطابة بعد عمه شرف الدين، فكان خطيبا مبرزا، وواعظا نافعا.

 

طلق العبارة، طويل النفس، وعرض عليه رياسة قضاء الشام فلم يقبل، وعرضت عليه المناصب الكبار فرفضها، وانقطع للتدريس والعبادة، وتصدى للإقراء، وانتهت إليه رياسة المذهب الشافعي بالشام، وكان حسن الأخلاق، ورعا كريما، محسنا إلى الطلاب، يصرف كل مرتبه في مصالحه ومصالح الناس، توفي الإمام الفركاح ودُفن في مدينة دمشق سنة ستمائة وتسعين من الهجرة، وهو على تدريس البادرائية بدمشق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى