مقال

الدكروري يكتب عن الإمام عطاء بن أبي رباح ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام عطاء بن أبي رباح ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وكما خدث عنه همام بن يحيى وعبد الله بن لهيعة ويزيد بن إبراهيم التستري وأبو عمرو بن العلاء وأبو المليح الرقي وأمم سواهم، وقال أبو حنيفة النعمان لقيت عطاء بن أبي رباح بمكة فسألته عن شيء، فقال من أين أنت؟ فقلت من أهل الكوفة، قال أنت من أهل القرية الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا؟ قلت نعم، قال فمن أي الأصناف أنت؟ قلت ممن لا يسب السلف، ويؤمن بالقدر، ولا يكفّر أحدا من أهل القبلة بذنب، فقال عطاء عرفت فالزم، وقيل لعطاء إن ها هنا قوما يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص، فقال قول الحق كما جاء في سورة محمد ” والذين اهتدوا زادهم هدي” فما هذا الهدى الذي زادهم؟ وقيل لعطاء يزعم بعض الناس أن الصلاة والزكاة ليستا من دين الله، فقال، قال الله تعالى في سورة البينة “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة”

 

فجعل ذلك دينا، وقال عبد الملك بن جريج رأيت عطاء يطوف بالبيت، فقال لقائده أمسكوا واحفظوا عني خمسا القدر خيره وشره حلوه ومره من الله تعالى، ليس للعبد فيه مشيئة ولا تفويض، وأهل قبلتنا مؤمنون، حرام دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، وقتال الفئة الباغية بالأيدي والنعال لا بالسلاح، والشهادة على الخوارج بالضلالة، وقال عبد العزيز بن رفيع سئل عطاء بن أبي رباح عن شيء، فقال لا أدري، فقيل له ألا تقول فيها برأيك؟ قال إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي، وعن ابن جريج قال كان عطاء بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية من البقرة وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك، وعن ابن عيينة قال قلت لابن جريج ما رأيت مصليا مثلك؟ قال لو رأيت عطاء، وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى حج عطاء بن أبي رباح سبعين حجة، وقال عبد الملك بن جريج كان المسجد فراش عطاء بن أبي رباح عشرين سنة.

 

وقال عبد الرزاق بن همام أخذ أهل مكة الصلاة عن ابن جريج، وأخذها ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح، وأخذها عطاء عن عبد الله بن الزبير، وأخذها عبد الله بن الزبير من أبي بكر الصديق، وأخذها أبو بكر الصديق من النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذها النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل عن الله تعالى، وقال معاذ بن سعد الأعور كنت جالسا عند عطاء بن أبي رباح، فحدث بحديث، فعرض رجل من القوم في حديثه، فغضب وقال ما هذه الأخلاق؟ وما هذه الطبائع؟ إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم منه به، فأريه أني لا أحسن شيئا منه، وقال علي بن المديني أن اسم أبي رباح أسلم مولى حبيبة بنت ميسرة بن أبي خثيم، وقال ابن سعد هو مولى لبني فهر أو بني جمح انتهت فتوى أهل مكة إليه وإلى مجاهد، وأكثر ذلك إلى عطاء، سمعت بعض أهل العلم يقول كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي.

 

وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث، وقال أبو داود أن أبوه نوبي وكان يعمل المكاتل وكان عطاء أعور أشل أفطس أعرج أسود قال وقطعت يده مع ابن الزبير، وقال أبو عمر بن العلاء قلت لعطاء إنك يومئذ لخنشليل بالسيف، قال إنهم دخلوا علينا، وقال جرير بن حازم رأيت يد عطاء شلاء، ضربت أيام ابن الزبير، وقال أبو المليح الرقي رأيت عطاء أسود يخضب بالحناء، وروى عباس، عن ابن معين قال كان عطاء معلم كتاب، وعن خالد بن أبي نوف عن عطاء قال أدركت مئتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى الثوري، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن أمه أنها أرسلت إلى الصحابي الجليل ابن عباس تسأله عن شيء، فقال يا أهل مكة تجتمعون علي وعندكم عطاء؟ كناية إلى سعة علمه وبلوغه المراتب العليا فيه، وفي رواية عن عمر بن سعيد، عن أمه أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم في منامها.

 

فقال لها سيد المسلمين عطاء بن أبي رباح، وقال أبو عاصم الثقفي سمعت أبا جعفر يقول للناس، وقد اجتمعوا عليكم بعطاء، هو والله خير لكم مني، وعن أبي جعفر قال خذوا من عطاء ما استطعتم، وروى أسلم المنقري، عن أبي جعفر قال ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء، وعن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه قال ما أدركت أحدا أعلم بالحج من عطاء بن أبي رباح، وعن أبو حفص الأبار عن ابن أبي ليلى قال دخلت على عطاء فجعل يسألني فكأن أصحابه أنكروا ذلك وقالوا تسأله قال ما تنكرون هو أعلم مني، وقال ابن أبي ليلى وكان عالما بالحج زيادة على سبعين حجة قال وكان يوم مات ابن نحو مئة سنة رأيته يشرب الماء في رمضان ويقول قال ابن عباس “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له” إني أطعم أكثر من مسكين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى