مقال

الدكروري يكتب عن المستثمر الوطني ” جزء 8″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المستثمر الوطني ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وقيل أن رجل الأعمال هو إنسان مكافح، اختار المغامرة في خضمّ هذه الحياة، التي يُعد الاقتصاد جملتها العصبية، فهو يستثمر المال والوقت والجهد، ويدرس جدوى أعماله قبل الإقدام عليها، ومع ذلك فقد يتعرّض إلى مفاجآت تحوّل الربح إلى خسارة، والسعادة إلى شقاء، فلا بد من الحيطة والدقة، والأخذ بالأسباب، وطلب العون والتوفيق من الله تعالى فالتجار “يبعثون يوم القيامة فجّارا إلا من اتقى وبر وصدق” رواه الترمذي، وابن حبان، وابن ماجة، والبخاري، وإن الوجه الآخر لرجل الأعمال يتعلق بالجانب الأسري، والعلاقات مع الأهل والأرحام فالرجل الناجح هو الذي يحسن استثمار بيته وأولاده، كما يحسن استثمار ماله، ويتميز في حسن إدارة بيته، كما يتميز في إدارة شركاته وأعماله فالثروة الحقيقية للإنسان هي أولاده الذين إن أحسن تربيتهم والعناية بهم، ووفر لهم الاستقرار النفسي والعاطفي، كانوا رجالا ناجحين في مجتمعهم.

 

وتألقوا في استثمار علمهم وخبراتهم، والإنسان بفطرته يحب الخلود، ولو بالذكر الحسن في هذه الدنيا، والمال وحده ليس طريقا مأمونا لخلود الذكر الحسن، وإنما استثماره ضمن حدود الشريعة وإنفاقه في طرق الخير هو الذي يعود على الإنسان بالنفع في الدنيا والآخرة، فما أجمل أن يمارس رجل الأعمال واجب التربية لأولاده، ويؤدي واجبه نحوهم ليواكب مسيرة الاستثمار الأفضل لكل رجل أعمال مثابر، ورجال الأعمال الذين لم يوازنوا بين العمل وواجباتهم البيتية تجاه زوجاتهم وأولادهم ندموا عندما استيقظوا من غفلتهم في وقت متأخر يصعب معه تعويض الخسارة التي سببها بعدهم عن البيت، أو انشغالهم عن أولادهم، وواجباتهم الأسرية والاجتماعية، وحسن علاقاتهم بأرحامهم ومن حولهم، ويحكي أحد رجال الأعمال تجربته، فيقول لقد اضطررت لتغيير نشاطي التجاري في مرحلة من مراحل حياتي.

 

وهذا اقتضى مني التوقف لبعض الوقت بسبب المرحلة الانتقالية، وخلال هذه الفترة صار عندي متسع من الوقت، فاكتشفت حاجة أولادي وزوجتي لي، وقد تلاشت كثير من المشكلات التي اكتشفت أن سببها انشغالي عن بيتي وأولادي، ولا أستطيع أن أصف شعوري بالفرحة الغامرة وأنا أمارس واجبي نحو أولادي وزوجتي، فقد كانت زحمة الأعمال تلتهم وقتي دون أن أشعر فينبغي ألا يفوّت أي رجل أعمال ناجح هذه اللفتة المهمة، فنجاحك يجب أن يكون متكاملا ومتوازنا يجمع بين نجاح العمل ونجاح الإدارة في البيت، ويعد الاستثمار الدولي هو أحد الظواهر الاقتصادية والمالية التي انتشرت مع زوال عصر القوميات، وظهور العالم كوحدة عالمية مكتملة الملامح والقسمات، تتداخل فيها أمور الاقتصاد والسياسة، والثقافة والاجتماع والسلوك، ويكون الانتماء فيها للعالم، تحولت الدولة من كونها مركزا للاهتمام إلى أسواق عالمية ودولية.

 

وقوى تشارك في تحديد القرار الاقتصادي للدولة، مع انتشار ممارسات ومعايير مختلفة تخرجها من محيطها المحلي الضيق إلى الخارج، فالتكنولوجيا والاتصال وحركة رأس المال التي تزامن ظهورها في نهاية القرن الثامن عشر، وتطورها السريع في القرن العشرين أثناء الثورة الصناعية في أوروبا، ومن ثم دخول مجالات تقنية كثيرة في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، كان لهم الدور الرئيس في إحداث تغيرات عالمية سريعة ومتدفقة، أدت إلى ظهور كيانات ضخمة وذات أثر بالغ في الاقتصاد العالمي، كالاستثمار الدولي وصيغه البديلة كشركات متعددة الجنسيات، فشهد العصر الحديث توسيع هذه الاستثمارات الدولية حيث إنها تحاول رفع مستوى المعيشة للبلدان المضيفة، وذلك من خلال نقل رأس المال والتكنولوجيا، وبالتالي تقود إلى تقارب في المستويات المعيشية العالمية.

 

ولذلك تعمل الدول المضيفة على توفير أو تهيئة المناخ لهذه الاستثمارات، وذلك بتقديم حوافز لتشجيعها كالإعفاءات الجمركية، وضمانات الاستثمار الوافد، وأيضا دراسة الأسلوب الضريبي، وذلك من خلال تخفيضات في الضرائب على المستثمر الدولي، ومن الملحوظ أن المستثمرين الدوليين، أو هذه الكيانات العملاقة، قد تقدم على مجازفة ومغامرة نتيجة مواجهتها لبعض الصعوبات والمخاطر المتعلقة بالعائد الاستثماري، أو صعوبات سياسية حاصلة من ناحية عدم توفر الاستقرار السياسي في البلد المضيف، ولكن مع كل ذلك بيجب علينا أن نعلم جيدا أن حياة المسلم كلها لله، فهل جربت يوما أن يكون شعارك قول الله تعالى، كما جاء في سورة الإنعام ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين” أما علمت أنك إذا عشت بها، سمت روحك لعنان السماء، وأصبح لأيامك بهجة ولذة، وذقت نعيم الجنة وأنت تمشي على الأرض؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى