مقال

الدكروري يكتب عن التجارة في الإسلام” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التجارة في الإسلام” جزء 4″
بقلم / محمــــد الدكــــروري

فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “مَن رأى منكم منكرا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” رواه مسلم، وكما يجب على التاجر المسلم أن يسأل أهل العلم عما يجهله من أمور الحلال والحرام، وأن يتجنب الوقوع في شبهات البيع والشراء، فعن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه “إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدِينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب” رواه البخاري ومسلم.

وكما ينبغي على التاجر المسلم أن يكون لسانه رطبا بذكر الله تعالى في كل وقت، فيحرص على أذكار ختام الصلاة، والصباح والمساء، وأذكار السفر وغيرها من الأذكار الثابتة من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وليعلم كل تاجر مسلم أن هذه الأذكار المشروعة هي سبيل مرضاة الله تعالى، واطمئنان قلب العبد المسلم، حيث قال الله تعالى في سورة البقرة ” فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون” وقال سبحانه وتعالي في سورة الرعد ” الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة” رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن قال سبحان الله وبحمده في يومٍ مائة مرة، حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” رواه البخاري ومسلم، وعن مصعب بن سعد قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟” فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال “يسبح مائة تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة، أو يُحط عنه ألف خطيئة” رواه مسلم، وإن الصدق مع الله ومع الناس وأداء الأمانة لأهلها هما شعار التاجر المسلم، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيّنا، بُورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما، مُحقت بركة بيعهما” رواه البخاري.

وكما ينبغي على التاجر المسلم أن يتجنب الحلف، ولو كان صادقا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن الحلف في البيع والشراء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للربح” رواه مسلم، وليحذر كل تاجر أن يشتري بأيمان الله مالا حراما، وكما أن الإنفاق في سبيل الله تعالى هو التجارة الرابحة في الدنيا والآخرة؛ فاحرص على الإنفاق من مالك في قدر استطاعتك، في وجوه الخير، وهي كثيرة، مثل بناء المساجد وعمارتها، ونشر كتب العلم النافع، ومساعدة الفقراء، وكفالة الأيتام المحتاجين، وتفطير الصائمين في رمضان، وغير ذلك من أبواب الخير، واعلم أن الصدقات تزيد الحسنات والمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله” رواه مسلم.

وكما يجب الحذر من وسوسة الشيطان فإنه سوف يوسوس لك قائلا لا تنفق من مالك، وأمسكه عليك فإنك محتاج إليه لتربية أولادك، وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضي” رواه البخاري، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه” رواه مسلم، وإن من الأخلاق الحميدة للتاجر المسلم أن يصبر على المعسرين، حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة البقرة ” وإن كان ذو عسرة فنظرة إلي ميسرة ” وليتذكر كل تاجر أن الصبر على المعسرين له فضل عظيم عند الله يوم القيامة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه” رواه البخاري ومسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى