مقال

الدكروري يكتب عليكم بالصالحات المؤمنات القانتات ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عليكم بالصالحات المؤمنات القانتات ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

والحق الذي ينبغي أن يصار إليه، أن حسب المرء لا يكون بكثرة ماله ووفرة رعائه، بل بنبالة أصله وشرف محتده، وأن تكون سليمة من العيوب المنفرة والأمراض السارية والعلل المعدية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا يوردون مُمرض على مُصح” وعنه أيضا قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فر من المجذوم كما تفر من الأسد” وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا ضرر ولا ضرار” وقد ذكر العلماء عددا من العيوب التي يُفسخ بها الزوج، كالجب، والعُنة، والجنون، والبرص، والجذام، والقرن وهو انسداد الفرج، والفتق وهو انخراق ما بين السبيلين، والنتن وهو رائحة في الفرج والفم، وقال ابن القيم رحمه الله “إن كل عيب يُنفر أحد الزوجين من الآخر، ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة، يوجب الخيار.

 

أما الاقتصار على عيبين أو ستة أو سبعة أو ثمانية، دون ما هو أولى منها، او مساو لها، فلا وجه له، فالعمى والخرس والطرش وكونها مقطوعة اليدين أو الرجلين أو إحداهما، من أعظم المنفرات، والسكوت عنه من أقبح التدليس والغش، وهو مناف للدين، والإِطلاق إنما ينصرف إلى السلامة، فهو كالمشروع عرفا” وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال “أيما امرأة غرّ بها رجل، بها جنون أو جذام أو برص، فلها المهر بما أصاب منها، وصداق الرجل على مَن غرّه” وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال “أيما امرة نكحت، وبها برص أو جُذام أو جُنون أو قرن، فزوجها بالخيار ما لم يمسها، إن شاء أمسك، وإن شاء طلق، وإن مسها فلها المهر بما استحل من فرجها” وقال مالك “وإنما يكون ذلك غرما على وليها لزوجها، إذا كان وليها الذي أنكحها هو أبوها أو أخوها أو من يرى أنه يعلم ذلك منها، أما إذا كان وليها الذي أنكحها ابن عم أو ابن العشيرة.

 

ممن يُرى أنه لا يعلم ذلك منها، فليس عليه غرم، وترد تلك المرأة ما أخذته من صداقها، ويترك لها قدر ما تستحل به” وأيضا أن تكون عفيفة محتشمة، ذات أخلاق فاضلة، لا يُعرف عنها سفور أو تبرج، بحيث لا يحجزها حياؤها عن إبراز مفاتن جسدها أمام كل ناظر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، وهو إشارة إلى الحكام الظلمة، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنةَ، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا” وعن أبي أذينة الصدفي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “شر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فقال إن عندي امرأة هي من أحب الناس إليّ، وهي لا ترد يد لامس، قال طلقها، قال لا أصبر عنها، قال استمتع بها” ومن مظاهر حشمة المرأة وصونها وعدم ابتذالها هو عدم إكثارها الخروج من بيتها، وتجوالها بين الرجال في الأسواق ومجامع الطرق فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان” واستشرفها أي تعرض لها واطلع عليها ينظر إليها يحاول غوايتها، وعدم اعتراضها الرجال مستعطرة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن المرأة إذا استعطرت فمرت على القوم ليجدوا ريحها، فهي كذا وكذا، يعني زانية” وأن لا تتشبه بالرجال في لبسها أو حركتها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل” وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.

 

قال “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، وقال أخرجوهم من بيوتكم، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانة، وأخرج عمر فلانا” وأن لا تكون ممن يلبس ثياب شهرة فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة، ثم ألهب فيه النار، ومن تشبه بقوم فهو منهم” وكما أن لا تكون ممن يتزين بالوشم أو الوصل أو تفليج الأسنان، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة” وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال”سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن المتنمصات، والمتفلجات، والمستوشمات، اللاتي يُغيّرن خلق الله تعالى” وكما أن لا تكون غيراء، والغيرة موجودة في غالب النساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى