مقال

الدكروري يكتب عن الموفون بعهد الله تعالي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الموفون بعهد الله تعالي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من ثمرات الوفاء بالعهد هو الفوز بالنعيم المقيم في الجنة، حيث يقول تعالى فى سورة الرعد ” أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب، والذين صبروا إبتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار، جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ” اضمنوا لى ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا أئتمنتم وأحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم” رواه أحمد، ويحكى أنه كان هناك أحد الحطابين يعيش في كوخ صغير.

 

ويعيش معه طفله الصغير وكلبه الوفي، وكان هذا الحطاب معتادا على الخروج لجمع الحطب كل يوم مع شروق الشمس، وكان يترك طفله الصغير في رعاية الله، ثم حراسة الكلب الخاص به، وكان الحطاب يحب هذا الكلب كثيرا ويثق به، كما كان الكلب يحبه أيضا ويفي له دائما، خرج الحطاب حتى يجمع الحطب كعادته، وبينما هو عائد في طريقه سمع الكلب وهو يصيح وينبح نباحا عاليا على غير عادته، فأسرع الحطاب في المشي وعاد سريعا حتى اقترب من الكلب، والذي كان ينبح بطريقة غريبة وكان وجهه ملطخا بالدماء، شعر الحطاب بالذهول وأيقن أن الكلب قد قام بخيانته، وأنه قد قضى على الطفل الصغير وقام بأكله، انتزع الحطاب الفأس الخاص به من على ظهره، وضرب الكلب بين عينيه ضربة واحدة، وقضى عليه، ثم دخل الرجل إلى الكوخ، وبمجرد دخوله تسمر بمكانه، وامتلأت عيناه بالدموع وشعر بالحزن الشديد.

 

جثى على ركبتيه، حيث رأى أن طفله الصغير يلهو ويلعب على السرير، وبجانبه حيّة ضخمة ملطخة بدمائها، وعرف وقتها الحطاب أن الكلب كان وفيا له وأنه قد افتداه وطفله الصغير بحياته، ثم ندم على تسرعه، وحزن على قتله لهذا الكلب الوفي الذي كان ينبح فرحا على أنه قد أنقذ الصغير من الأفعى، وكان ينتظر من الحطاب أن يفرح بما فعله ويشكره، ولكنه قتله بدون تفكير أو تروي، ويُحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجلا عجوزا يسير في الشارع مسرعا، وبسبب أنه كان على عجلة من أمره قام بالاصطدام مع دراجة أحد الأطفال الصغار، فعندما اصطدم العجوز بالدراجة وقع الأرض، قام بعض المارة برؤيته ونقلوه إلى المستشفى حتى يطمئنوا على صحته، قام الطبيب بفحص الرجل العجوز، وبينما هو كذلك، رأى أن العجوز يبدو عليه التوتر والاستعجال، ويريد أن يذهب مسرعا، فتعجب الطبيب من أمر العجوز.

 

وابتسم من فعله وسأله عن السبب الذي يجعله يشعر بالعجلة من أمره، أخبره الرجل العجوز أنه يريد أن يذهب إلى زوجته، حتى يلحق وجبة الغداء معها في دار المسنين، وأخبره الطبيب بأنه يمكنه أن يتصل بها، ويعتذر منها على عدم لحاقه للغداء معها، ويخبرها بما حدث معه، وأنه سوف يتأخر بعض الوقت، قال له الرجل العجوز أن زوجته مريضة منذ زمن طويل، وأن هذا المرض قد نشأ عنه فقد في الذاكرة، مما جعلها لا تتذكر أي شيء ولا تعرفه هو نفسه، اندهش الطبيب من كلام الرجل العجوز، وقال له هي لا تذكرك، ولا تعرف من تكون، فلماذا إذن تقوم بالذهاب إليها ومجالستها؟ قال الرجل العجوز للطبيب نعم هي لا تذكرني ولا تعرف من أنا، ولكن ألا يكفي أنني أذكرها وأعرف من هي؟ وقيل إنه في قديم الزمان كان يعيش شاب صغير مع والديه في بيت جميل وأشقاء يتميزون بالخُلق القويم، وقد اعتاد الشاب كل يوم.

 

أن يذهب لكي يصطاد ويتلقى علومه عند أحد العلماء الكبار، ولأن الشاب لا يزال صغيرا فقد كان دائما يأخذ رأي والدته في كل ما يخص أمور حياته، وفي يوم من الأيام سأل الشاب والدته عن معنى الصداقة الحقيقية، فأخبرته أمه أن هذه الصداقة نادرة الوجود في هذه الأيام، وأنه عندما يمر بتجارب في حياته سيكتشف معناها الحقيقي دون أن يسأل أحد، ووعدته بأنها سوف تساعده لكي يكتشف هذا المعنى الجميل الموجود في الدنيا، ومرت الأيام والشاب يفعل كل يوم مثلما اعتاد على فعله، إلى أن لاحظت الأم أن ولدها مهموما قليلا، فسألته عن سبب هذا، فأجابها بأنه ليس له أصدقاء، وكم يتمنى أن يكون لديه الصديق الوفي المخلص، فدعت الأم الله سبحانه وتعالى أن يبعث لولدها ما يتمنى، وذات يوم من الأيام دخل الشاب وهو فرح على غير عادته في الأيام الأخيرة، فقد اعتادت والدته أن تراه واجما مهموما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى