مقال

الدكروري يكتب عن إنتهاك محارم الله “جزء 2”

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إنتهاك محارم الله “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

فمن أكل مال أخيه بالحرام فقد تعرّض لدعوة المظلوم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، يقول الله عز وجل “وعزتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين” رواه احمد، وكذلك أكل مال الغير بالباطل يعرض لغضب الله، فيقول تبارك وتعالى “كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى” ومن أكل حراما فقد طغى ومن طغى فقد عرّض نفسه لغضب الله وإذا غضب الله على عبد فالهلاك أقرب إليه من نفسه التي بين جنبيه، وأيضا أكل مال الناس بالباطل من أسباب عذاب القبر، ولقد زاد فى هذه الايام اكل الحرام وتناوله بصورة تنذر بالخطر والسبب فى تفشيه وانتشاره، هو غياب الضمير وضعف الايمان وغياب حدود الاسلام، فلا عجب ان نرى عصابات الاجرام على مستوى الامة تصول وتجول دون خوف او وجل، ولا عجب حينما نسمع كل يوم عن اعراض تنتهك وحرمات تستباح ودماء تسفك واموال تسرق وتنهب.

 

وكل يوم يظهر حوت بشرى قد جمع مالا وعدده، فنحن فى زمان قد اخبر به النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فعن ابى هريرة رضى الله عنه انه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يأتي على الناس زمان لا يُبالي المرء ما أخذ أمن الحلال أم من الحرام” رواه البخارى، وهذا ما يريده اعداء الامه، يريدون لابواب الحرام ان تنتشر بين الناس وتزداد بين المسلمين اتدرون لماذا؟ فاسمعوا الجواب من على لسان احد عباقرة اعداء الاسلام ففى ترجمة له يقول ذلك الشيطان الماكر، ان ما يهمنى هو ان يظل المسلمون ياكلون حراما، فسأله احد تلامذته الذين يربيهم ليتسلموا راية العداء لهذه الامة ولماذا تريد للمسلمين ان يأكلوا حراما؟ فقال لان المسلم حينما نطعمه حراما فلا بد وان ينحرف ويعوج عن منهج الله ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم، وصدق والله وهو كذوب، فإن اعداؤنا يعرفون تماما ماذا يقربنا من الله ومن منهج الله وماذا يبعدنا عنه.

 

وقد قال سهل رحمه الله “من اكل الحرام عصت جوارحه شاء ام ابى ومن كانت طعمته حلالا اطاعته جوارحه ووفقت للخيرات، ولو رأينا خطيبا صعد المنبر وحث الناس على اكل الحلال وحذرهم من اكل الحرام لرايت كثيرا من الناس يقول الحمد لله نحن لا نأكل حراما وقد يكون منغمسا فى الحرام الى انصاف اذنيه ولكن يجب علينا ان نمتثل جميعا لحديث النبى صلى الله عليه وسلم فقال “إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل” رواه البخارى، والا يقف الانسان موقف الخزى والحسرة ” يوم ان يختم الله على الافواه وتتكلم الجوارح فتنطق اليد وتقول سرقت وتنطق الرجل وتقول الى الحرام مشيت وتنطق العين وتقول الى الحرام نظرت وكذا بقية الجوارح فيرفع الخاتم من على فمه فيقول لجوارحه ويلكن عنكن كنت اناضل فتقول الجوارح انطقنا الله الذى انطق كل شىء” مسلم، فيجب علينا أن نطلب الحلال لانه واجب.

 

فعن انس بن مالك قال صلى الله عليه وسلم “طلب الحلال واجب على كل مسلم” رواه الطبرانى، وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “هلموا إليّ ” فأقبلوا إليه فجلسوا، فقال “هذا رسول رب العالمين جبريل نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأَ عليها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته” رواه البزار، ومعنى قول وأجملوا في الطلب، أي في طلب الرزق والسعي لتحصيل الدنيا والمكاسب، ولقد تفرد الله سبحانه وتعالى بالخلق والأمر والحكم فى الكون كله، والناس كلهم ليس لهم أن يخرجوا عن منهج الله تعالى وشريعته لأنهم وكلاء مستخلفون في الأرض، ولهم حقوق وعليهم واجبات فالله سبحانه وتعالى هو مالك الملك، ومالك كل موجود، فقد استخلف الإنسان فى هذه الأرض، ومكنه مما ادخره سبحانه له فيها.

 

من أرزاق وأقوات، وقوى وطاقات، ولم يترك له هذا الملك العريض فوضى يصنع فيه الإنسان ما يشاء، وكيف شاء، إنما استخلفه على أن يقوم بالخلافة وفق منهج من استخلفه، وحسب شريعته فقال سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة البقرة ” قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون” فما وقع منه من عقود وأعمال، وعبادات ومعاملات، ومعاشرات وأخلاق، وفق التعاقد فهو صحيح نافذ، وما وقع منه مخالفا للعقد فهو باطل موقوف، فإن أنفذه قوة وقسرا فهو إذن ظلم واعتداء لا يقره الله عز وجل، ولا يقره المؤمنون بالله تعالى، فالحلال هو ما أحله الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والحرام هو ما حرمه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال الله سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة يونس” قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل ألله أذن لكم أم على الله تفترون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى