مقال

الدكروري يكتب عن إنتشار المفاهيم الخاطئة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إنتشار المفاهيم الخاطئة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن هناك علاقة كبيرة بين المحافظة على عقول الناس وبين استقرار الأمن عندهم لأن مما يذهب بأمن الناس، هو انتشار المفاهيم الخاطئة حيال نصوص القرآن والسنة، وعدم فهمهما بفهم السلف الصالح، وهل كفر الناس وأريقت الدماء وقتل الأبرياء وخفرت الذمم بقتل المستأمنين وفجرت البقاع إلا بهذه المفاهيم المنكوسة؟ فعلينا أن نحافظ على أولادنا من الانزلاق في مهاوي الرذيلة والانجراف في الفكر التكفيري المنحرف، ونقول للغلاة أهل الغلظة والجفاء، متبعي الأخطاء المستهزئين بالعلماء، الخارجين على إجماع الأمة، نقول لكل مشترك في هذه الجرائم البشعة سواء بجلب هذه المتفجرات أو الإعانة على نقلها أو التواطؤ في تهريبها أو السكوت على أصحابها توبوا إلى الله توبة نصوحا، واعترفوا بأخطائكم، وعودوا إلى رشدكم، اتقوا الله في أنفسكم، واتقوا الله في دماء المسلمين، اتقوا الله في الأبرياء، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله.

 

وفي ذممكم دماء لأرواح بريئة، فماذا أنتم قائلون ؟ وما هي حجتكم إذا وقفتم حافية أقدامكم عارية أجسامكم شاخصة أبصاركم بين يدي الله أحكم الحاكمين؟ فيا شباب الإسلام إياكم وهذه الدعوات الخطيرة التي تدعو إلى التكفير والتفجير، واعلموا أن من أعظم الواجبات الرجوع لأهل العلم الموثوق بعلمهم فيما يُشكل عليكم لأن الله جعلهم هداة مهتدين، وإن من العوامل أيضا هو الوحدة والاجتماع، فوحدة الصف ووحدة الأمة عامل قوي وفعال في بناء الدولة فعلينا أن نتحرر من الفرقة والتشاحن والتباغض والتقاتل والتحزب بالصلح والمصافحة والمصالحة، والتنازل والمحبة، والأخوة حتى تعود المياه إلى مجاريها، ويجب علينا أن نكون صفا واحدا متلاحما كالبنيان المرصوص مع ولاة أمرنا وعلمائنا في استتباب الأمن والقضاء على هذه الظواهر المفزعة والأحداث المفجعة واستئصال شأفتها، يجب أن نكون جميعا يدا واحدة عينا ساهرة مع رجال الأمن.

 

للحفاظ على ديننا وبلادنا وأمننا، ومنهجنا منهج الوسطية والاعتدال، ونصيحتي للشباب وفلذات الأكباد ألا ينخدعوا بالأفكار الهدامة، والمناهج الضالة، وألا ينساقوا وراء حرب الشبهات التي يروجها من قل فهمه، وضل سعيه، فيجب على أطياف المجتمع بالاجتماع والاعتصام والوحدة، فالاجتماع والاتفاق سبيل إلى القوة والنصر، والتفرق والاختلاف طريق إلى الضعف والهزيمة، وما ارتفعت أمة من الأمم وعلت رايتها إلا بالوحدة والتلاحم بين أفرادها، وتوحيد جهودها، والتاريخ أعظم شاهد على ذلك، ولذا جاءت النصوص الكثيرة في كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تدعو إلى هذا المبدأ العظيم، وتحذر من الاختلاف والتنازع ومنها قوله تعالى فى سورة الأنفال “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” ويقول ابن مسعود رضى الله عنه.

 

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم” رواه مسلم، وأيضا من العوامل هو التضحية من أجل الوطن، وإن هذا من أهم عوامل بناء الدولة أن يضحي كل فرد في المجتمع بحسب عمله ومسئوليته، فيضحي الطبيب من أجل حياة المريض، ويضحي المعلم من أجل تعليم وتنشئة الأولاد، ويضحي المهندس من أجل عمارة الوطن ويضحي القاضي من أجل إقامة وتحقيق العدل ويضحي الداعية من أجل نشر الوعي والفكر الصحيح بين أفراد المجتمع وتصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار المنحرفة وتضحي الدولة من أجل كفالة الشعب ورعايته ويضحي الأب من أجل معيشة كريمة لأولاده ويضحي الجندي من أجل الدفاع عن وطنه ويضحي العامل من أجل إتقان عمله وتضحي الأم من أجل تربية أولادها، وهكذا تكون التضحيات الكثيرة، فإننا إذا فعلنا ذلك فإننا ننشد مجتمعا فاضلا متعاونا متكافلا.

 

تسوده روابط المحبة والإخلاص والبر والإحسان وجميع القيم الفاضلة، وأما عن قواعد بناء البيت المسلم، فهو الإيمان الصادق بالله ورسوله، وأيضا السكينة والمودة والرحمة، وإقامة البيت المسلم والأسرة المسلمة وفق شرع الله، وكذلك التعاون على الطاعة، والتعاون في شؤون الأسرة، وأداء الحقوق الزوجية، وحسن تربية الأولاد، ألا وإن من أهم قواعد بناء البيت المسلم هو الإيمان الصادق بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وما يتطلبه ذلك من الإخلاص لله، ودوام الخشية منه، وتقواه، والعمل بأوامره، واجتناب نواهيه، وتربية جميع أفراد الأسرة على ذلك، ومما يدل على هذا أن الإسلام من بداية الأمر جعل الدين هو الأساس الأول في اختيار شريك وشريكة الحياة، فقال صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك” وعلى الطرف الآخر قال لأهل الفتاة في الحديث الشريف.

 

“إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض، وجاء رجل إلى الحسن بن علي يسأله قائلا خطب ابنتي جماعة، فمن أزوجها؟ قال زوجها من التقي فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى