مقال

الدكروري يكتب عن تصغير الإنسان من شأنه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تصغير الإنسان من شأنه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن هناك نقطة مهمه وهى أنه على المسلم لا يصغر نفسه أبدا، فكلمة واحدة يصغر بها الإنسان، أو إلحاح يصغر فيه، أو يطمع بشيء ما فيسقط، فالطمع أذل رقاب الرجال، فقال له يا هذا لقد ضيعت من نفسك أكثر مما ضاع منك فاطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجرى بالمقادير، فلا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، فعن بن مسعود رضى الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه ” رواه البيهقى، فنقول إياك أن تصغر نفسك أمام إنسان لا يعرف الله، فأحيانا الابتسامة الزائدة تضعف مركزك، وأحيانا الانحناء، ولم الانحناء؟ فأرفع رأسك، فكلمة الحق لا تقطع رزقا ولا تقرب أجلا، فالله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، فعن أبى الأحوص عن أبيه قال أتى النبى صلى الله عليه وسلم، فى ثوب دون فقال ألك مال؟ قال نعم، قال من أى مال؟ قال قد أتانى الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق.

 

قال فإذا أتاك الله مالا فليرى أثر نعمة الله عليك وكرامته” رواه أبو داود، فإذا كنت ميسور الحال، لم هذا المظهر الذى لا يليق بك؟ لأن الله يحب أن يرى أثر نعمته عليك، وقيل أن للعوام مثل لطيف حيث يقول الذى لا يمتلك القديم لا يمتلك الجديد، وعن السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته، سوى ثوبي مهنته” رواه ابن حبان، بل إن القرآن الكريم يقول فى سورة الأعراف” قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق” وإن من هذه المحرمات هو تحريم الذهب و الحرير على الرجال وهكذا فإن هناك شيئان محرمان على الإنسان في موضوع الملبس والزينة، أولاهما التحلى بالذهب، وثانيهما لبس الحرير، فعن الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه قال إن نبي الله صلى الله عليه و سلم أخذ حريرا فجعله في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في شماله.

 

ثم قال إن هذين حرام على ذكور أمتى” رواه أبو داود، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول” لا تلبسوا الحرير فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ” وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أيضا قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول في حلة الحرير” إنما هذه لباس من لا خلاق له ” رواه البخارى، وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال رأى النبى صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب فى يد رجل فنزعه وطرحه فى الأرض وقال ” يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده” رواه مسلم، فقيل للرجل بعدما ذهب النبى صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به، بعه، قال لا والله لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، نرى الآن الخاتم، والقلم، والساعة، وغيرها وكلها من ذهب وتعتبر هذه للرجل العصرى، وأما عن التختم بالفضة فقد أباحه النبى صلى الله عليه وسلم.

 

فقد روى الإمام البخارى عن ابن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق، و الورق هو الفضة، وكان في يده، ثم كان بعد في يد أبي بكر رضي الله عنه، ثم كان في يد عمر رضي الله عنه، ثم كان بعد في يد عثمان، ثم وقع بعد في بئر أريس، أما المعادن كالحديد فلم يرد نص صحيح في تحريمها، لكنه ورد في صحيح البخارى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذى أراد الزواج من امرأة وهبت نفسها له كما جاء عن سهل بن سعد الساعدى ” التمس ولو خاتما من حديد” رواه الشيخان وغيرهما ولكن قيل إذا كان هناك أمراض جلدية وعلاجها الحرير فلا مانع، لبس الحرير لعلة علاجية من مرض جلدى لا مانع من ذلك، قد يسأل أحدكم ما حكمة تحريم الذهب والحرير؟ فهناك أهداف كثيرة، وأحد هذه الأهداف أن هذا الدين العظيم دين القوة والجهاد، ولبس الحرير والذهب من قبل الرجال.

 

يضعضع مكانتهم القوية، فاقتربوا إلى النعومة، وإلى التخنث، وإلى الاسترخاء، وإلى التجمل، فالذهب والحرير يضعفان فى الرجل قوته وجهاده وعزيمته، أو كأنه بالذهب والحرير ينافس النساء، ويتقرب إليهن، ويتشبه بهن، وأيضا هذا من الإسراف والتبذير وكل إنسان يبالغ في الإنفاق بشكل يستهلك هذه المواد التي أكرمنا الله بها استهلاكا غير مرشد فهذا يحكم عليه بالسفاهة، ولقوله تعالى كما جاء فى سورة الإسراء “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا” ولقوله تعالى كما جاء فى سورة سبأ ” وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون” فإنه يوجد ثمانى آيات حصرا فى كتاب الله تعالى قرن الكفر بالترف، فإذا كان دخلك هكذا، وحاجتك الأساسية هكذا، طعام وشراب ولباس وبيت ومركبة، وهناك فائض كبير، هذا الفائض يمكن أن تصل به في الجنة إلى أعلى عليين.

 

فأما إذا استهلكته بأشياء تافهة لا تقدم ولا تؤخر في الحياة الدنيا، لو يعلم الغنى كم يرقى إلى الله بماله، وكم يحل آلاف المشكلات بماله، وكم يسعد بإنفاق ماله، لأخذ حاجته، وأنفق الباقى في سبيل الله، والله سبحانه وتعالى يعده وعدا أكيدا أن يخلف عليه ما أنفقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى