مقال

الدكروري يكتب عن فطرة الله التى فطر الناس عليها

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فطرة الله التى فطر الناس عليها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من منحه الله سبحانه وتعالي العقل فقد قاده إلى الخير، وعقله عن الشر فما أعظم ما منح، وما أحسن ما به مدح، ولقد منح الله تعالى عقل الإنسان شأنا عظيما فجعله مناط التكليف، وعلامة الصلاح للأمر والنهي، فمن ملكه صار مكلفا، ومن قصر عنه أصبح كالأطفال أو فقده أصبح كالمجانين وسقط عنه التكليف، فكان العقل بهذا أساس الأعمال وينبوعها، والمميز بين الأشياء ومرجعها، فلا تكليف على قاصر حتى يبلغ، ولا على مجنون حتى يعقل، ويقول النبي صلي الله عليه وسلم ” كل مولود يولد على الفطرة” فطرة الله وما هي الفطرة؟ فإنه يولد على لا إله إلا الله، يقع رأسه وهو متجه بفطرته إلى الله تعالى ” فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله” ولكن من الذين بدلوا خلق الله وفطرة الله؟

 

إنهم العملاء، إنهم الخونة، إنهم أعداء الإسلام، بدلوا الإنسان من إنسان إلى حيوان، ومن مؤمن تقي إلى خنزير، ومن عبد صالح إلى بهيمة، كقلوب الحيوانات تماما يحفظون ويقرؤون ويدرسون كل شيء إلا الدين، ويفهمون كل شيء إلا الإسلام، ويعرفون كل شيء إلا القرآن والسنة، ويقع الإنسان، ويتناوله الإسلام منذ اللحظة الأولى، فيسن أن يؤذن في أذن المولود اليمنى كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم في أذن الحسن أول ما أتت به فاطمة البتول الزهراء رضي الله عنها فأذن عليه الصلاة والسلام في أذنه لماذا؟ لينشأ على التوحيد والإيمان، فقد أخذ أذنه الضعيفة الرقيقة فاقترب منه عليه الصلاة والسلام، وقال الله أكبر الله أكبر، حتى أكمل الأذان ليقع الأذان في قلبه، لينشأ عبدا مصليا صائما عابدا ذاكرا خيرا.

 

لكن لما أتت التربية المعكوسة، وولد الابن على الموسيقى، لا يعرف إلا المجلة الخليعة، والسهرة الماجنة، ينشأ ويشب وهو يحفظ من الأغنيات العشرات، ولا يحفظ من الآيات البينات شيئا ولذلك يقول الله للإنسان فى سورة الإنفطار ” يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم” من الذي خدعك بهذه الطغمة الفاجرة والجلساء السوء، الذين حرفوك عن منهج الله؟ ومن زين لك أن تحيد عن صراط الله المستقيم، وأن تتبع سبل المغضوب عليهم والضالين؟ ولكنه يوم شب وقوي وكبر كاهله نسي القرآن، وأصبح معربدا لا يعرف ربا ولا رسولا ولا كتابا، فقيل أتى العاص بن وائل السهمي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام والعاصي هذا كما يدل عليه اسمه عاص لله، فاجر رعديد، عدو للإسلام، ليله خمر.

 

ونهاره سُكر، عربدة وإلحاد وزندقة، وانحراف وعداوة أكيدة لقول لا إله إلا الله، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى بعظم قديم، وجعله في يده وفتته وقال يا محمد أتزعم أن ربك يعيد هذه العظم مرة ثانية؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أتى يقول للناس إن هناك حسابا، وإن هناك عقابا، وإن هناك يوما آخر، وإن هناك مصيرا محتوما نقف كلنا أمام الله فيه، فقال أتزعم أن ربك يعيد هذا العظم، ثم فتته الفاجر ونفخه في وجه الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال صلى الله عليه وسلم “نعم يبعث الله هذا، يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم” وفي الجواب زيادة ويدخلك النار لأنه عدو لله، واسمع إلى رد الله على هذا المجرم، فيقول تعالى ” وضرب لنا مثلا” ولم يسمه لأنه تافه حقير، بعض الناس حقير.

 

ولو كان عظيما في عيون الناس، فكل من انحرف عن منهج الله، فهو حقير ذليل صغير، فقال تعالى ” وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحيى العظام وهى رميم، قل يحييها الذى أنشأها أول مرة” إنك أيها المجرم لو نظرت إلى خلقك وأنت نطفة، ثم نزلت ثم صرت طفلا، ثم شابا، ثم كبرت، ثم أصبحت كهلا، لأيقنت أن الله هو الخالق، هذه مراحل الإنسان، ومن صور اعتناء الإسلام بالطفل منذ ولادته، أنه حث على حسن اختيار اسمه حتى لا يصير الطفل أضحوكة بين أصحابه وزملائه، وكذلك فإنا ندعى يوم القيامة بأسمائنا وأسماء آبائنا اسم جميل، عبدالله، عبدالرحمن، أحمد، محمد، ليست الأسماء الدخيلة التي حولت أجيالنا إلى جيل رخيص لا يحترم نفسه ولا دينه ولا قيمه ولا تاريخه ولا ثقافته.

 

جيل مهزوم مهزوز، إلا ما رحم ربك، ينشأ ويأكل ويشرب في بلادنا وأرضنا، ثم يحمل أشد العداوة للإِسلام والمسلمين، يحمل اسما غربيا، أتى اسمه من بلاد الغرب ولم يأت من بلاد الإسلام من بلاد النبى صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى