مقال

الدكروري يكتب عن الصحابي عبد الله بن جحش 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصحابي عبد الله بن جحش

 

بقلم محمد الدكروري

 

هو أحد العبادله الكرام رضى الله عنهم أجمعين، ألا وهو الصحابى عبد الله بن جحش، وهو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين، وهو ابن عمة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد هاجر إلى الحبشة ثم إلى يثرب، وشارك في غزوة بدر، وقد قتل في غزوة أحد، وقد لقب ببحر الجود لكرمه، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عاصم بن ثابت، وعن سعد بن أبي وقاص، قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، وقال ” لأبعثن عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش ” فبعث علينا عبد الله بن جحش، فكان أول أمير في الإسلام، وقد روى السراج من طريق زر بن حبيش قال أول راية عقدت في الإسلام لعبد الله بن جحش، وقد أسلم عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي مع أخويه عبيد الله وأبي أحمد قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم ليدعو فيها، وهو ابن أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوه كان حليفا لحرب بن أمية، فهم بذلك حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف، ومن أهم ملامح شخصية عبد الله بن جحش أنه عرف بحبه الشديد للشهادة، وكذلك حبه الشديد للجهاد في سبيل الله، وأيضا طاعته المطلقة لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنفيذه لأوامر القائد ويتضح ذلك لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، على رأس سرية وأعطاه كتابا وأمره ألا يفتحه إلا بعد مسيرة يومين، وقد هاجر عبد الله مع أخويه عبيد الله وأبي أحمد إلى الحبشة، فتنصّر أخوه عبيد الله، وعاد هو إلى مكة، وقد كان زوجا لأم المؤمنين أم حبيبة ولها منه ابنتها حبيبة، وقد مات بالحبشة وقيل أنه ارتد عن الإسلام وتنصر والصحيح انه لم يرتد، ويدل على ذلك أن أبا سفيان لما زار هرقل في السنة السادسة للهجرة، أي بعد وفاة عبيد الله بن جحش بعدة سنوات، سأله هرقل عدة اسئلة عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها “هل يرتد عن دينه أحد سخطا منه” فكانت إجابة أبو سفيان وكان حينها لم يسلم ” لا لم يرتد عن دينه أحد سخطا منه” ولو كان عبيد الله بن جحش قد إرتد لاستغل أبو سفيان هذه الفرصة وقال نعم خاصة أنه زوج ابنته، رمله بنت أبى سفيان، وكان أبو أحمد اخو عبد الله بن جحش رجلا ضريرا، وكان يطوف مكة طولها وعرضها من غير قائد، ولما هاجر كان بيتهم أفضل بيوت مكة فاستولى عليه أبو جهل بن هشام لما مر به مع عتبة بن ربيعة وقال أصبحت دار بني جحش تبكى أصحابها فاستولى عليها، فشكى عبد الله ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ألا ترضى أن يرزقك الله بيتا في الجنة؟، وكانت الهجرة الأولى إلى الحبشة في رجب من العام الخامس بعد البعثة، وكانوا أحد عشر رجلا وأربع نسوة، وأمَّروا عليهم عثمان بن مظعون، ثم بلغهم وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا، فرجع بعض منهم إلى مكة فلم يجدوا ذلك صحيحا، فرجعوا، وسار معهم مجموعة أخرى إلى الحبشة، وهي الهجرة الثانية، وكانوا ثلاثة وثمانين رجلا وزوجاتهم وأبنائهم، على رأسهم جعفر بن أبي طالب، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن جحش وبين عاصم بن ثابت، وقد شارك عبد الله بن جحش مع النبي صلى الله عليه وسلم، في غزوة بدر، كان ممن إستشارهم النبي صلى الله عليه وسلم، في أمر الأسرى، وقد دعا عبد الله بن جحش قبل غزوة أحد، وفي اليوم التالي قتل ، وقد قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي، ومُثل بجثته، ودفن مع خاله حمزة بن عبد المطلب في قبر واحد، وكان عمره يوم قتل بضع وأربعين سنة، وكان عبد الله بن جحش، رجلا ليس بالطويل ولا القصير، وكان كثير الشعر، وبعد وفاته كان النبي صلى الله عليه وسلم، وصيا على ماله، فاشترى لابن عبد الله أرضا بخيبر، وقد قال ابن إسحاق وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي في رجب مقفله من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد كانوا سبعة ثامنهم أميرهم عبد الله بن جحش رضي الله عنه، وقال ابن إسحاق وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحدا فلما سار بهم يومين فتح الكتاب فإذا فيه “إذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم” فلما نظر في الكتاب قال سمعا وطاعة، وأخبر أصحابه بما في الكتاب وقال قد نهاني أن أستكره أحدا منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق، ومن كره ذلك فليرجع، فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد، وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران، أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يتعقبانه فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل نخلة، فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش، فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم، فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه أمنوا وقالوا عمار لا بأس عليكم منهم وتشاور الصحابة فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقالوا والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن به منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام، فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله قال لأصحابه إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما غنمنا الخمس، فعزله وقسم الباقي بين أصحابه وذلك قبل أن ينزل الخمس، قال لما نزلنا الخمس نزل كما قسمه عبد الله بن جحش كما قاله، وقد قال ابن إسحاق فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام ” فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا وقالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال، فقال من يرد عليهم من المسلمين ممن كان بمكة إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان، وقالت يهود، وهو تفاءل بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله، وعمرو عمرت الحرب، والحضرمي حضرت الحرب، وواقد بن عبد الله وقدت الحرب، فجعل الله ذلك عليهم لا لهم فلما أكثر الناس في ذلك فأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به وعن المسجد الحرام، وإخراجكم منه وأنتم أهله أكبر عند الله من قتل من قتلتم منهم “والفتنة أكبر من القتل” أي قد كانوا يفتنون المسلم عن دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك أكبر عند الله من القتل ثم هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين، وقال ابن إسحاق فلما نزل القرآن الكريم، بهذا من الأمر وفرج الله تعالى عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسيرين وبعثت قريش في فداء عثمان والحكم بن كيسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا نفديكموهما حتى يقدم صاحبانا يعني سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان فإنا نخشاكم عليهما فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم” فقدم سعد وعتبة فأفداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن إسحاق فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه حين نزل القرآن طمعوا في الأجر فقالوا يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين؟ وكان من إجتهاد عبد الله بن جحش أنه قسم الغنيمة أخماس، فجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس وجعل أربعة أخماس في الغانمين، من قبل أن يفرض ذلك، فنزل بعد ذلك قوله تعالى فى سورة الأنفال( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ).

وكان من أخوات عبد الله بن جحش رضى الله عنه، هى السيده زينب بنت جحش زوجة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهى أم المؤمنين التي ذكرت في قول القرآن الكريم “فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها” وكانت أخته أيضا هى السيده حمنة بنت جحش وهى زوجة الصحابى الجليل مصعب بن عمير، وكان أخوه هو أبو أحمد بن جحش من المهاجرين إلى الحبشة، ، وأخوه أيضا هو عبيد الله بن حجش من المهاجرين إلى الحبشة وزوج أم المؤمنين أم حبيبة، وهى السيده رمله بنت أبى سفيان، أخت الصحابى معاويه بن أبى سفيان، وكان عبيد الله بن جحش والد ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة حبيبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى