مقال

نسائم الايمان ومع أركان الإسلام ” الجزء الخامس عشر “

نسائم الايمان ومع أركان الإسلام ” الجزء الخامس عشر ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس عشر مع أركان الإسلام، وتوقفنا مع الشرط السابع وهو الانقياد، وهو الإذعان لأمر الله تعالى بالرضى المستحق، فقال تعالى ” وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له” وقال تعالى أيضا ” ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى” ومعنى يسلم وجهه، أي يذعن، وهو محسن، أي موحد، والعروة الوثقى فسّرها علماء الإسلام بـشهادة “لا إله إلا الله” وأما عن معنى محمد رسول الله” فإن معناها وشروطها هو أن يشهد الإنسان أن محمدا رسول الله، يعني أنه أقرّ بقلبه ناطقا بلسانه مبرهنا بعمله أن لا أحد يستحق الاتباع إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإسلام المرء لا ينعقد حتى يعتقد كامل الاعتقاد أنه لا يجوز اتباع نبي آخر.

 

غير النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيدهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم “لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهوديا كان أو نصرانيا فلا يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار” ولكي يحقق الإنسان شهادة أن محمدا رسول الله كما يريد الله ورسوله لابد له من أن يستوفي شروطها التي حددها علماء الإسلام في سبعة شروط، فالشرط الأول، وهو العلم بسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتم إلا بمعرفة سنته صلى الله عليه وسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي” وقال صلى الله عليه وسلم أيضا”طلب العلم فريضة على كل مسلم” ومِن أوجب العلم تعلم سنته صلى الله عليه وسلم.

 

وأما عن الشرط الثاني، وهو محبته صلى الله عليه وسلم، وتعني أن يكون الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أحب للمسلم من نفسه وولده، فقال صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين” وأما عن الشرط الثالث، وهو التصديق بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كل ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُعدّ وحيا من الله، لذا وجب تصديقه سواء كان خبرا ماضيا كقَصص الأنبياء والصالحين، أو خبرا حاضرا كأحوال الملائكة والجن، أو خبرا مستقبلا كعلامات الساعة وأحوال أهل الجنة والنار، حيث قال الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسولة”أي صدقوه فيما قال.

 

وأما عن الشرط الرابع، فهو طاعته صلى الله عليه وسلم، حيث أمر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله” أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال “كل أمتي يدخلون الجنة، إلا من أبى، قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى” ومن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هو ترك ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم، فيقول الله تعالى ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” وقال صلى الله عليه وسلم ” ما أمرتكم به فخذوه وما نهيتكم عنه فانتهوا” وأما عن الشرط الخامس، فهو تحقيق عبادة الله على منهاجه صلى الله عليه وسلم، فإن الله سبحانه وتعالى لا يقبل عبادة.

 

حتى تكون على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى ” فآمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون” أي تأسّوا به في عبادتكم لربكم، وأما عن الشرط السادس، فهو الإيمان بأفضليته صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الرسل دون تنقيص من رسول أو تحقير، حيث قال صلى الله عليه وسلم “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر” وأما عن الشرط السابع، فهو الإيمان بخاتميته صلى الله عليه وسلم، ويعني الاعتقاد الجازم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والمرسلين، حيث قال الله تعالى ” ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى