مقال

مكانة ومنزلة الوفاء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مكانة ومنزلة الوفاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 9 مايو 2024

أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد.

يُحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجلا عجوزا يسير في الشارع مسرعا، وبسبب أنه كان على عجلة من أمره قام بالاصطدام مع دراجة أحد الأطفال الصغار، فعندما اصطدم العجوز بالدراجة وقع الأرض، قام بعض المارة برؤيته ونقلوه إلى المستشفى حتى يطمئنوا على صحته، قام الطبيب بفحص الرجل العجوز، وبينما هو كذلك، رأى أن العجوز يبدو عليه التوتر والاستعجال، ويريد أن يذهب مسرعا، فتعجب الطبيب من أمر العجوز، وابتسم من فعله وسأله عن السبب الذي يجعله يشعر بالعجلة من أمره، أخبره الرجل العجوز أنه يريد أن يذهب إلى زوجته، حتى يلحق وجبة الغداء معها في دار المسنين، وأخبره الطبيب بأنه يمكنه أن يتصل بها، ويعتذر منها على عدم لحاقه للغداء معها، ويخبرها بما حدث معه.

وأنه سوف يتأخر بعض الوقت، قال له الرجل العجوز أن زوجته مريضة منذ زمن طويل، وأن هذا المرض قد نشأ عنه فقد في الذاكرة، مما جعلها لا تتذكر أي شيء ولا تعرفه هو نفسه، اندهش الطبيب من كلام الرجل العجوز، وقال له هي لا تذكرك، ولا تعرف من تكون، فلماذا إذن تقوم بالذهاب إليها ومجالستها؟ قال الرجل العجوز للطبيب نعم هي لا تذكرني ولا تعرف من أنا، ولكن ألا يكفي أنني أذكرها وأعرف من هي؟ فاتقوا الله عباد الله وربوا أنفسكم وأولادكم ونساءكم على الوفاء تسعدوا وتسعد أمتكم، ويا معاشر الأوفياء إن الوفاء إذا فقد في حياة الناس تحولت حياة الناس إلى جحيم لا يطاق وتتعرقل حركة الحياة فالرجل لا يتزوج مخافة عدم وفاة زوجته والمرأة لا تتزوج مخافة عدم وفاء زوجها لها، والزوجان يقللان من الإنجاب مخافة عدم وفاء الأبناء.

والتجار كل يخاف من الآخر ألا يفي له بعقده ، وهكذا تعيش الأمة في حالة من الشك والاضطراب، فيا أيها الأحبة في الله في مجتمعنا بفضل الله لا زال للوفاء مكانه ولا زال الوفاء يعد من خصال الخير، ولا زال هناك الكثير من الأوفياء لكن لا بد من الاعتراف بأن هناك مظاهر من قلة الوفاء بدأت تظهر كبثور على وجه مجتمعنا الإسلامي الجميل فأحببت التنبيه عليها حتى يسعى كل منا في مجاله لعلاجها وعدم تحولها إلى مرض خبيث يجتاح المجتمع، واعلموا رحمني الله وإياكم أن هناك علاقة تلازم بين انتشار الوفاء في المجتمع وبين تمسك الناس بدينهم فكلما كان الناس أكثر حرصا على التمسك بدينهم كلماhttp://مكانة ومنزلة الوفاء انتشر الوفاء بين الناس وعم وكلما والعياذ بالله حرص الناس على الدنيا وابتعدوا عن دينهم كلما ظهرت وتكاثرت مظاهر عدم الوفاء في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى