مقال

فاصبر إن العاقبة للمتقين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فاصبر إن العاقبة للمتقين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 9 مايو 2024

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد يشكو كثير من الناس وخاصة الدعاة من هذا الوباء الذي يعترضهم في طريق الدعوة وهو قولهم أن الناس يسخرون منا وهؤلاء يستهزئون بنا، وماذا نفعل وكيف نتصرف ؟ والجواب على ذلك هو الصبر على الأذى في سبيل الله تعالي وهو أحد ثوابت الدعوة إلى الله، فدعوة بدون صبر لا يرجى من ورائها ثمرة كيف وقد خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله ” فاصبر إن العاقبة للمتقين” وأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم نبأ ما قاله موسى عليه السلام لقومه “قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف يعملون” سورة الأعراف.

ولا بد أن يكون مع الصبر توكل صادق على الله وحده، ويقول سبحانه “ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا” سورة الأحزاب، فالتوكل عليه سبحانه والإعتماد عليه وحده والطمع فيما عنده وحده هو الركن الركين لسالك هذا الطريق الطويل، وقديما قيل بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، ويحاول المُتنمر بفعله هذا أن يحصل على إكتساب السلطة على حساب شخص آخر ويمكن أن يتصرف المتنمرون بهذه الطريقة كي يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء أو قد يتم هذا من أجل لفت الانتباه ويمكن أن يقوموا بالتنمر بدافع الغيرة أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل، ولا يمكن الحديث عن التنمر إلا في حالة عدم التوازن في الطاقة أو القوة بين الطرفين.

وهي علاقة قوة غير متماثلة، أي في حالة وجود صعوبة الدفاع عن النفس، أما حينما ينشأ خلاف بين طالبين متساويين تقريبا من ناحية القوة الجسدية والطاقة النفسية فإن ذلك لا يسمى تنمرا، وكذلك الحال بالنسبة لحالات المزاح بين الأصدقاء، فى حالة تراضى الطرفين المزاح، وأكثر أنواع التنمر انتشارا هو التنمر المدرسي أو التنمر في أماكن الدراسة، وهو تعرض التلميذ للإيذاء الجسدي أو النفسي من خلال الضرب أو الركل أو شد الشعر أو تخريب الممتلكات الخاصة بالشخص أو التقليد السلبي أو التجريح أو الشتائم أو الشائعات أو التهديد أو العزل أو حتى تعديل صور غير قانونية للضحية عبر الإنترنت واستغلالها في تهديد الضحية، أو نشرها لمجرد الإستهزاء من الشخص والتقليل من شأنه.

وللتنمر عواقب وخيمة ويؤدي إلى مشاكل نفسية وعاطفية وسلوكية على المدى الطويل للطفل كالاكتئاب والشعور بالوحدة والإنطوائية والقلق، وأحيانا يلجأ الفرد للسلوك العدواني نتيجة للتنمر، فقد يتحول هو نفسه مع الوقت إلى متنمر أو إلى إنسان عنيف، ويزداد انسحاب الفرد من الأنشطة الاجتماعية الحاصلة في العائلة أو المدرسة، حتى يصبح إنسانا صامتا ومنعزلا، وقد يوصل التنمر الضحية إلى الانتحار، حيث أثبتت الدراسات أن ضحايا الإنتحار بسبب التنمر في إزدياد مستمر وخاصة بعد دخول التنمر الإلكتروني إلى الصورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى