مقال

مصارع الأمم الكافرة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مصارع الأمم الكافرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين يارب، رضينا بقضائك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت، لا مانع لما أعطيت ولا راد لما قضيت وأشهد أن لا إله إلا الله، يقول في الحديث القدسي الجليل “يا ابن آدم كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم، يا ابن آدم كلكم فقير إلا من أغنيت فاسألوني أعطكم، يا ابن آدم كلكم ضال إلا من هديت فاسألوني الهدى أهدكم، ومن استغفرني وهو يعلم أنني ذو قوة على أن أغفر له غفرت له ما كان منه ولا أبالي” تذكر جميلي منذ خلقتك نطفة، ولا تنس تصويري ولطفي في الحشا، وسلم إلى الأمر، وأعلم بأنني أدبر أحكامي، وأفعل ما أشاء وأشهد أن سيدنا ونبينا وعظيمنا وحبيبنا محمد رسول الله، هو إمام التائبين وسيد المستغفرين يقول حبيب الله ” يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله، وأستغفره كل يوم مائة مرة”

ثم أما بعد، لقد فسر طائفة من العلماء المثل الأعلى المذكور في قوله عز وجل في سورة الروم ” وله المثل الأعلى في السماوات والأرض” بهذا المعنى ومثله قوله تعالى في سورة النور ” الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح” والمراد مثل نوره في قلب المؤمن كذا قال أبي بن كعب وغيره من السلف، وفي الحديث ” أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث كنت ” وحديث “ما تزكية المرء نفسه ؟ قال ” أن يعلم أن الله معه حيث كان ” وروي الطبراني من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ثلاثة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله رجل حيث توجه علم أن الله معه” وذكر الحديث، وقد دل القرآن على هذا المعنى في مواضع متعددة، كقوله تعالى في سورة البقرة ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”

وقوله تعالى ” وهو معكم أين ما كنتم” وقوله تعالي في سورة المجادلة ” ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا” وقوله تعالي في سورة يونس ” وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه” وقوله تعالي ” ونحن أقرب إليه من حبل الوريد” وقوله تعالي ” ولا يستخفون من الله وهو معهم” ولقد حكى الله سبحانه وتعالي عن مصارع الأمم التي كفرت نعم الله، وإن ما زال شيء عن قوم أشد من نعمة لا يستطيعون ردها، وإنما ثبتت النعمة بشكر المنعم عليه للمنعم، والحكمة تقول من لم يشكر النعمة فقد تعرض لزوالها، ومن شكرها فقد قيدها بعقالها، وقال الغزالي والشكر قيد النعم، به تدوم وتبقى، وبتركه ينعقد وتتحول.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” الغني غني النفس”أي لا يكون للنفس طمع إلى ما في أيدي الناس، ويقال أن “الغني هو القنوع” ويقال أيضا “خير الغنى القناعة، وشر الفقر الضراعة” وقد فسر بعضهم الحياة الطيبة في قوله تعالى كما داء في سورة النحل “من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” وقيل أن قوله تعالي ” فلنحيينه حياة طيبة” قيل هى القناعة، لذا قيل “القناعة كنز لا يفنى” لأنها تنشأ من غنى القلب بقوة الإيمان، ومزيد الإيقان، ومن قنع أمد بالبركة، فليس الغنى بكثرة متاع الدنيا ولا بالأموال وبالمنصب، لكن بالرضا بما قسم الله، وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلي الله عليه وسلم “إن الله يحب العبد الغني التقي الخفي” والغنى هنا، غنى القلب.

لما ثبت في حديث آخر أنه قال صلى الله عليه وسلم “اللهم اجعل غناه في قلبه” فارض بما قسم لك الله تكن أغنى الناس وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ” من أصبح منكم آمنا في سربة معافي في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا” رواه الترمذي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى