مقال

الدكروري يكتب عن الحق يعرف بالدليل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحق يعرف بالدليل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحق يعرف بالدليل بأن يكون الحديث مخرجا منسوبا إلى كتاب معتبر، وان يكون الناقل ثقة لا يعرف عنه التهور في النقل، وعلى كل حال، يمكن للناقل قبل أن ينقل، أن يتثبت من الحق بسؤال من يتوسم فيه المعرفة، فقد قال الله تعالى كما جاء فى سورة النحل ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” ويمكن أن يقال ذلك بالنسبة لأى معلومة لا يعرف صدقها فإن من أدوات معرفة الحق القراءة المتأنية، والاطلاع الغزير، ولقد قال الله سبحانه وتعالى ” قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون” فالعلم ثراء وعز، وهو وقاية وحماية من خديعة الباطل، فزيدوا في اكتساب العلم من كل فن، كل بقدر استطاعته.

 

وعن يزيد بن عميرة قال “كان معاذ بن جبل لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس إلا قال الله حكم قسط، هلك المرتابون، فقال معاذ بن جبل يوما إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول ما للناس لا يتبعونى وقد قرأت القرآن؟ ما هم بمتبعى حتى أبتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق، قال قلت لمعاذ ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟

 

قال بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات عندما يقول الحكيم العجائب والغرائب فيقول الناس ما هذا الذي جاء به؟ التى يقال لها ما هذه؟ ولا يثنينك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع وتلقى الحق إذا سمعته فإن على الحق نورا” رواه أبو داود، ولقد جاءت السنة النبوية لتوضيح المنهج التربوي الذي جاء به القرآن الكريم، ولبيان الأسلوب التربوي للنبي صلى الله عليه وسلم الذي سار عليه في حياته، وتعامل به مع أفراد المجتمع المسلم، وقد اتبع النبي صلى الله عليه وسلم أسلوبا تربويا فريدا راعى فيه جميع طبقات المجتمع المسلم، فاعتنى بالفروق الفردية والعمرية بين الناس، كما وراعى طبيعة المرأة الأنثوية، وطبيعة الرجولة في الذكور.

 

واعتنى بكبار السن والأطفال، كما اهتم بتنمية طاقة العقل والجسم والروح، واستعمالها في الموضع المناسب، وقد تصدر بعض العلماء لجمع الأحاديث النبوية التي اعتنت بتربية النفس الإنسانية، وأفردوها بكتب مستقلة، فاتقوا الله فى أولادكم وعلموهم التربية الإسلامية التى تكون بإذن الله تعالى سبب فى نجاتهم من النار والفوز بالجنة، فإن رسالة التدريس تحتاج إلى أن يكون الذي يختارها على قدر من الذكاء والحلم وسرعة البديهة والقدرة على تحمل المشاق والمثابرة التي تتطلبها, وأن يكون اختياره لها عن رغبة وإيمان بأنها من أنبل وأشرف المهن كما قلت من قبل,وأن يكون عنده اعتقاد وإيمان بأنه مثاب عليها من الله سبحانه وتعالى.

 

وأن أي مكافأة يأخذها مهما بلغت قيمتها لا تعادل لا من قريب ولا من بعيد ما يقدمه من عطاء وما يكابده من متاعب إذا أخلص في عمله، فإذا أخطأ التلميذ فصحح له الخطأ بدون تجريح ولا سخرية,واعلم أن المؤمن لا يجوز أن يكون سبابا ولا لعانا، وكلمات من المعلم مثل قول أنت حمار، أو أنت حيوان، أو أنت غبي وأحمق، وغيرها كثير, وكل هذه الكلمات لا يجوز أن تقال سواء من الناحية الشرعية أو القانونية أو حتى من ناحية الذوق السليم، فحافظ أيها المعلم على ابتسامتك وهدوء أعصابك واعلم أن غياب ابتسامتك يعني غياب أجمل وأرق وأقوى وسيلة اتصال بينك وبين تلميذك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى