مقال

الدكروري يكتب عن إن فى الحلال ما يغنى عن الحرام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إن فى الحلال ما يغنى عن الحرام

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن من طرح موضوعا بتّ فيه الشرع فقد أشرك، فإنه لمجرد أن تطرح موضوعا على بساط البحث بت فيه الشرع فأنت لست بمؤمن، قضية حكم فيها الشرع أحلها الله أو حرمها الله، لذلك تحريم الحلال قانون الشرك، وتحليل الحرام قانون الشرك، لنضرب مثلا قال الله عز وجل فى سورة المائدة ” ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعلمون” وهكذا فإن ما بت فيه الشرع قطعي لا جدال فيه، ولكن ما هي البحيرة؟ قال إذا ولدت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكرا شقوا أذنها، ومنعوا ركوبها، وتركوها لآلهتهم هذه بحيرة، وكان الرجل إذا قدم من سفر، أو برأ من مرض، أو نحو ذلك سيب ناقته وخلاها، وجعلها كالبحيرة تسمى سائبة.

 

وكانت الشاة إذا ولدت أنثى هي لهم، وإذا ولدت ذكرا فهى لآلهتهم، وإذا ولدت ذكرا وأنثى، قالوا وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لآلهتهم تسمى الوصيلة، والفحل إذا ركب ولد ولده قالوا قد حمى ظهره فلا يركب، ولا يحمل عليه، ويسمى الحام، فمن أين أتيتم بهذه الأحكام؟ والله تعالى وصفهم بأنهم لا يعلمون ولا يفقهون فقال تعالى فى سورة المائدة ” ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون” وهذا مثل واضح، فالحرام ما حرمه الله والحلال ما أحله الله لهذا الدين، فقال تعالى كما جاء فى سورة الأعراف ” قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامه كذلك نفصل الأيات لقوم يعلمون”

 

وإن فى الحلال ما يغنى عن الحرام، فإن هناك قاعدة أخرى من قواعد الحلال والحرام، ومن هذه القواعد أن في الحلال ما يغنى عن الحرام، وأعبر عن هذه الحقيقة كثيرا بأن ليس في الإسلام حرمان، إذا الله حرم الزنى أحلّ الزواج، إذا حرم لحم الخنزير أحلّ مئات أنواع اللحوم، وإذا حرم الخمر أباح الأشربة الطيبة، وإذا حرم الربا أحلّ البيع، أى لا يوجد حرام إلا وله بدائل عشرات بل مئات بل ألوف، لا يوجد حرمان في الإسلام لكن هناك قناة قذرة و قناة نظيفة، لذلك مثلا اليانصيب حرام لكن لو عشرة أشخاص كل واحد وضع ألفا في الشهر، وعملوا قرعة، كل شهر إلى فلان، هذه لا يوجد فيها شيء، وهذه حلال، واليانصيب حرام، فهناك أشياء محرمة لها بديل شرعى رائع.

 

فإذا اردت الجنة فقل لا اله الا الله وان اردت طرد الشياطين فقل لا اله الا الله وان اردت راحة البال فقل لا اله الا الله وان اردت تفريج الكروب والهموم فعليك بلا اله الا الله فهي كلمة الإخلاص وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي الكلمة الطيبة، فإن أزكى الأعمال وخير الخصال وأحبّها إلى الله ذي الجلال ذكر الله تعالى، وروى الترمذي وغيره عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربوا أعناقكم وتضربوا أعناقهم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال “ذكر الله تعالى” فإن للقلوب صدأ لا يجلوه إلا ذكر الله،

 

ولها أقفال لا تفتح الا بحمده، فالذكر جنة الله في أرضه، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، ولقد امتدح الله عباده المؤمنين الذاكرين الموحدين، وأفضل أنواع الذكر لا إله إلا الله، فمن نسي ذكر الله نسيه الله واستولى عليه الشيطان، فإن نبي الله موسى عليه السلام قال يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به، قال قل يا موسى لا إله إلا الله، قال يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهم غيري، والأرضيين السبع وعامرهم في كفه، ولا إله إلا الله في كفه، مالت بهن لا إله إلا الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى